صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/120

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۱۱۶ - كان فظا فؤاده مغلق النف كظيها لا يستلان عنيدا فألانتـه بالمقال فأصـنى وأرته أحاظي الناس من قب فرأى قلبه وكان فريدا جدلاً كان صغوه لا غراما كان هذا أول دخول قصص ألف ليلة وليلة إلى عالم الأدب العربي الفني في باب الشعر ، ثم كانت سنة 1934 فأخرج توفيق الحكيم رواية « شهر زاد » في باب التمثيليات ، ثم كانت سنة 1936 فأخرج طه حسين وتوفيق الحكيم قصة « القصر المسحور » في باب القصص ، ثم كانت سنة ١٩٤٢ فأخرج طه وحده قصة « أحلام شهر زاد » حسین (( ومن القول ما يلين الحديدا لى نحوسا مقسومة وسعودا لم يعد بعد في القلوب فريدا وجد الآن قلبه المفقودا هذه هي السلسلة التاريخية لدخول « قصص ألف ليلة وليلة ، في عالم الأدب وإشعاعها في جو الفن في العصر الحديث . فأما الطبيعة الفنية لهذا الإشعاع : فقصيدة العقاد التي نقلنا معظم أبياتها تصور لنا المفتاح الذي فتحت به « شهر زاد » قلب « شهريار » وقد كان « مغلق ذلك المفتاح في جزء منه هو أنها دعته « سعيدا » وهو « الشقى » فألانته بما خيلت له من أنه يتمتع بما يتمناه وما يفتقده فلا يلقاه . وهو في جزء آخر : أنها أرته أحاطى الناس ، فوجد لقلبه أشباها ونظائر ، ولم يجد حظه فريدا في الحظوظ ، ولا قلبه فريدا في القلوب فأصغي إليها جذلا بتصويرها للحظوظ والقلوب لا غراما بها ! النفس زاد الصباح وأما تمثيلية توفيق الحكيم فقد بدأها « أدرك شهر فسكتت عن الكلام المباح » حيث استحال « شهر بار » ذلك الملك الوحشي إنسانا جديدا « خلقته شهر زاد » خلقا « جديدا » وكأنما كشف لبصيرته « عن