صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/115

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

حد النضوج ، حسين : هو الدكتور طه حسين نفسه ؛ ثم محاولات لم تبلغ ولم يوجد فيها صاحب الطبيعة الموهوبة ؛ بل لم يوجد فيها من يدرك سرها الأول ، طبيعة التصوير ، لأنهم جميعاً يفهمون أن هذا السر كامن في طريقة التعبير ! وهو بقى أن نعرف شيئا عن نوع هذا التصوير في مذهب طه أصح في طبيعته . فهو التصوير الحسي الذي يرد المعاني والخواطر صوراً حسية ، أو كالحسية – بله المناظر والحوادث – فهذه يعيدها كما بدأت أول مرة ، توشك أن تكون مجسمة. -- (۱) يعني - ۱۱۱ - وهو يخلع على هذه الصور الحسية لونا من ألوان الحياة والحركة ؛ ولكنها الحياة اللطيفة والحركة الوئيدة ، التي تدب على هيئة ، وتخطر في رفق . فالسرعة النابضة ، والحيوية الدافقة ، ليستا من مطالب هذه الصور في يوم من الأيام . وقد يكون المثال هنا أوضح من المقال : ا D د هذه شهرزاد قائمة منه(۱) غير بعيد ، تنظر إليه نظرات فيها الحنان والمكر؟ وهى مغرقة في ضحك هادىء عذب يرتفع له صدرها وينخفض ، ويغشى وجهها بغشاء من الجمال الرائع ليس إلى تصويره من سبيل . وهذا الملك ينظر إليها مبهوراً ذهوله وحيرته ، ولكنه ينهض خفيفاً ويسعى سريعاً ، حتى إذا وهی تضحك بلغها أو كاد ، جثا أمامها غاضا بصره إلى الأرض ، رافعا يديه إلى السماء ، كأنه المؤمن الذي يتقرب إلى التمثال ؛ وهي تضع يدها على رأسه ضاحكة ، كأنها تبارك عليه ، ولكنها لاتلبث أن تستحيل إلى حنان خالص ، وإذا هي تميل إليه مترفقة فتضع على جبهته قبلة حلوة حارة طويلة . ولو أنها تحدثت في تلك اللحظة لأحس شهريار في صوتها تهدج العبرات التي تريد أن تندفع من العيون ، ولكنها الإرادة القوية تمسكها . فيظهر أثر هذا الصراع في الصوت المحتبس والألفاظ التي لاتبين ، . الملك - شهريار ، في أحلام « شهر زاد » حسین ، ، أو .