صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/114

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

على هامش الســـــــــيرة

لطه حسين

للدكتور طه حسين مذهب فني له فيه تلاميذ كثيرون، كلهم يحاول أن يتأثره ويتشبث بخصائصه، وينسج فيه على منواله، ولكن واحداً منهم لم يحقق هذه الخصائص إلى اليوم على الوجه المطلوب. ومن بين هؤلاء التلاميذ من يبذل جهداً مضنيا يثير الإشفاق ليصبح نسخة أخرى من طه حسين، فتكون قصاراه أن يخرج نسخة « مشلفطة » كالصورة التي تنطبع على ورق « النشاف » !

وأوضح مثال لهذه المحاولة هو الدكتور « شوقى ضيف »، وبخاصة في كتابه الفن ومذاهبه في الشعر العربي » الذي نال به الدكتوراه أخيراً من كلية الآداب، ونال عليه فوق الدكتوراه شكر الجامعة أيضا !

ونستطيع أن نطلق على مذهب الدكتور طه حسين اسم « مذهب الاستعراض التصويري » ١ ـ فالدكتور في خير حالاته يرسم لوحات متتابعة أدواته فيها الكلمات والجمل : لوحات للمناظر، وللحوادث وللمعانى، وللخطرات النفسية، والالتفاتات الذهنية على السواء. وتلك ميزته الكبرى كصاحب شخصية أدبية وصاحب مذهب فنى كذلك.

والدكتور طه صاحب موهبة في هــذا وصاحب طريقة، فأما تلاميذه فقد أخطأتهم الموهبة واتبعوا الطريقة. أخطأتهم موهبة التصوير واتبعوا طريقة التعبير. ولهذا يجوز أن نعود فنستدرك شيئاً، وهو أن مذهب الدكتور طه

.

  1. انظر بتوسع كتاب « المذاهب الفنية المعاصرة »