صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/101

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

– ۹۷ – والتي تنظر النفس عندها إلى الأحداث بمنظار الألفة ، فيبطل العجب ، وتفتر الحماسة : عجبنا زمانا لهـذي الحروب وما في الحروب لعمري عجيب أتعجب من أن قوما تموت ومن أن قوما قساة القلوب ! وما قســـــوة الناس بدع ولا أرى موتهم بالجديد المريب فهذي هي الحرب يا صاحبي كلا طرفيهـا قريب قريب ! أو قل : إنها التجربة التي تعرف « ما هنالك » فلا تسخط على « ما هنا » ولا تتطلع إلى مثل لا وجود لها إلا في الأحلام ، كما يصنع الفتى والشاب ، قبل يأس التجاريب : خذ معدن الحب إن ألفيت معدنه إلى قنعت بومض منه غرار ما للا ناسي من حب يدوم ولا حب يقوم على صــــــــدق وإيثار أو قل : إنه الرضى بالمتاع المتاح الذي إن ذهب لا يعود ؛ وإن رفض لم تحقل الدنيا ، ولم تعاود رافضه بما يريد : يا قلب إنك قد أرد ت" فأين ويحك ما تريد ؟ عام سعيد ! إي وربـــــــك قل : إذن عام سعيد هبك اعتزات سروره أتراء ينقص أو يزيد ؟ أو قل : إنه استقطار اللذة من خامات الحياة المحدودة ، في أناة المتمرس البصير ، بعد الحساب الدقيق لمـا بقى بين يديه من رصيد : وشقائه ما للغــــــــرام يسومنا النعيم إنا لمغتنمو جهنـــــــــه اغتنــــــــام سمائه (م - ۷)