مخصوصة بالمكان ويلزم ما تضاف اليه ان يكون حاضراً فلا تاتي للزمان مطلقاً ولا تجرُّ بحرف ولا تكون الا خبراً فهي مخالفة للدن وعند من اوجهٍ ذكرتها في كتابي الظروف والحروف
وقولهم (ألعل زيدًا يزورنا). فيدخلون همزة الاستفهام على لعل وكلتاهما من ادوات الطلب فكيف تقترنان. وكذا قولهم (ثمَّ وان الامر جرى كذا) فكيف تقترن ثم والواو وهما حرفا عطف. وبذكر لعل اذكر ما يقع فيه كثيرون وهو استعمال علني عوض لعلي فالخطأ من وجهين الاول ان على لغة في لعل لا ترد الا في الشعر والثاني ان نون الوقاية لا تلحق لعل الا في ضرورة الشعر. وكذا يقولون لعلي ان افعل كذا والحق ان خبر لعل وليت ايضاً لا يقترن بأن. واما قول من قال أنه يجوز حملاً لها على على كما جاز تجرد خبر عسى منها حملاً على لعل فظاهر التناقض اي انها تمتنع مع لعل وتجب مع عسى. فتأمل واحكم
واما ما انتقدت عليه من جهة وضع الالفاظ في غير محلها واستعمال الكلام اللغوي في معرض الكلام الاخباري فاذكر منه ما رايته في بعض المطبوعات وبدخل معه ما يخالف القواعد ايضاً وهو ما يأتي:
حكى لي بعض الاصحاب قال دخلت يوما بيت خالي فرايت زوجته شاخصة و امامها كتاب فعجبت من ذهولها وسالتها عن السبب فاشارت الى الكتاب وقالت قرأت هذه العبارة تكرارا فما فهمتها فانا اتامل فيها . قال فنظرت في الكتاب فاذا في صدره: «من ام باريس العام الخالي وخطر في شارع لا فيكتوار يلف اسم مالبرتوي منقوشاً باحرف من الصفر على لوحين علقا فوق رتاج الخ). قال فافهمتها ما فهمت واشكل عليَّ الصفر والرتاج - فافهمته انا معناهما وعجبت من كتاب لازم الدخول في يد العامة وفيه من الالفاظ اللغوية ما يحتاج لفهمه إلى قاموس. ثم اخذت الكتاب المذكور واجلت فيه