نظرًا خفيفًا فاستخرجت منه ما ياتي مكتفيًا بهذا القليل لانه يدل على الكثير
«نفر من نساء ...يشكين تغيب جارتهنَّ الأَيّمة» فالنفر من ثلاثة الى عشرة من الرجال لا من النساء .والمشهور في شكا انه واوي .واما اليائي فلغة فيه وهو ضعيف ولم يسمع استعماله في الكلام الفصيح .وليست هنا ضرورة .والأيّمة بمعنى التي لا زوج لها التاء فيها زائدة بلا فائدة لان المشهور في كتب اللغة أيّم وهي من صفات الانثى .ولو اطلقت ندورًا على الذكر .فيقال امراة ايّم كثيِّب .ومعلوم ان الصفات المختصة بالانثى لا تلحقها التاء كالأيِّم والثيِّب والبغي والكاعب والناهد والحامل والعاقر والطالق ونحو ذلك .وقد بينت ذلك في كتابي الاحكام الصحيحة الجزء الاول منه - . «فألوى الى القفال» اي التفت .وليس في كتب اللغـــة بهذا المعنى «وجد المفتاح ملقياً» اي مرمياً .فالثلاثي من هذه المادة لقيه بمعنى صادفه .والقاء بمعنى رماه وطرحه فكيف يكون اسم المفعول ملقياً بمعني مرمياً .وصوابه ملقًى .ولا يقبل العذر بان المراد مصادفاً لان مورد الكلام يقتضي معنى مطروح. «المزدحم قبَيل باب الحديقة» والمعروف ان قبل ظرف زمان ولا ياتي المكان .واما تصغيره هنا فتفنن سخيف «ثبت لديها قول من قال» تقدم في لدى انها لا تستعمل بمعنى عند الا في ما حضر من الاعيان ولا تكون في المعاني صرحت بذلك في كتابي الظروف والحروف.- «فمن صوان محطم وصندوق مخلع والى غير ذلك» اما الصوان فلا يفهم ما لم يكن مع القارئ كتاب لغة واما الواو الداخلة على الى فلم تسمع في كلام العرب فما وجه دخولها هنا «وقد التهمت النار صفحتها وفرعها» اما الفرع مع الصفحة فلا يفهمه القارئ العــامي. واما الصفحة فما فهمت انا المراد منها حتى حولت فكري الى الاصل الفرنسوي فحسبت انه هكذا le feu avait dévoré sa face et ses cheveux