وقولهم (يحق لك بان تفعل كذا وظننت بانه صديقي). فما مدخل هذه الباء في فاعل يحق ومفعول ظن. اذ التقدير يحق لك فعل كذا وظننت كونه صديقي. فالباء لا معنى لها لانك اذا جعلتها حرف جر فقد الفاعل في الاول ومفعول ظن في الثاني. وظن تطلب مفعولها صريحًا. واذا جعلتها زائدة فلیست تزاد الا في اماكن معينة لها ذكرتها في كتابي الظروف والحروف اخذًا عن الايمة فلا تزاد في فاعل الا فاعل كفى نحو كفى بالله شهيدًا وفاعل أفعل التعجب نحو اكرم بزيد. ومن المفاعيل تزاد بعد بعض افعال محفوظة كقولنا القى بنفسه في الهاوية. وقذفت به وزج به في الغار. ورميت به و بعثت به اليك وقليل غير ذلك واما في مفعول ظن فمنكرة ولو وردت في بعض اشعار كما سنوضح ذلك في مكانه ان شاء اللّه
وقولهم (ما اخاف غير من فلان ولا امشي[errata 1] سوى مع فلان). فيجرون غير وسوى مجرى الا اي يجعلونهما حرفين والحال انهما اسمان فالحرف الذي يجرُّهما يوخرونه عنهما وكذا الظرف. ومعلوم ان المستثنى بهما يكون دائمًا مجرورًا باضافتهما اليه فكيف يكون اعرابهما وكيف يستقيم التركيب. وتصحيح ذلك ما اخاف[errata 2] من غير فلان ولا امشي مع سوى فلان
وقولهم (تشاوروا مع بعضهم البعض وتخابرا مع بعضهما بعض). وقد تقدم الكلام على بعض بكفاية
و قولهم «كان عندي رجلان اثنان وزرت امرأتين ثنتين» فمن سمع ان العدد المثنى يوصف به. وأما الوصف بالواحد فقد جرى على لسان العرب للتاكيد. مع انه يستغنى عنه
وقولهم «جرى على فلان كذا كونه فعل كذا» أي لكونه. فباي مذهب يحذفون حرف التعليل. والمقرر ان مصدر كان لم يرد ولا يصح ان يرد مفعولًا لاجله. وقولهم «لدى قدوم فلان يكون كذا». مع ان لدى