صفحة:كتاب شعراء النصرانية 1 (1890) - لويس شيخو.pdf/81

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
69
امرؤ القيس


وقد طوفت في الآفاق حتى
رضيت من الغنيمة بالاياب

يضرب عند القناعة بالسلامة ومنها قولهم : (فلم ربض العير إذن، قاله امرؤ القيس لما ألبسة قيصر الثياب المسمومة وخرج من عنده وتلقاه غير فريض فتفاءل امرؤ القيس فقيل: لا بأس عليك : قال فلم ريض العير إذن اي أنا ميت . يضرب للشيء فيه علامة تدل على غير ما يقال لك ومنها قولهم : ( ما له لا عد من نفره) قال ابو عبيد هـذا دعاء في موضع المدح نحو قولهم : قاتله الله ما افصح قال امرؤ القيس :

فهو لا تنى رميته
ما له لا عد من نفره

قوله : ( لا تنمى رميته ) اي لا ترتفع من مكانها الذي أصابها فيه السهم لحذق الرامي . ثم قال ( لا عد من نفره ) اي اماته الله حتى لا يعد منهم كما يقال : قاتله الله ومعنـاه لاكان له غير الله تعالى قال أبو الهيثم خرج هذا وأمثاله مخرج الدعاء ومعناه التعجب والنفر واحدهم رجل ولا امرأة في النفر ولا في القوم ومنها قولهم : (يعود على المرء ما يأتمر ) ويروى : يعدو . والانتار مطاوعة الامر يقال اموته بكذا فأتمر أي جرى على ما امرته وقبل ذلك يعني يعود على الرجل ما تامره به نفسـه فيأتمر هو أي يمتثله ظنا منه انه رشد وربما كان هلاكه فيه ومنه قول امرئ القيس

أحار بن عمرو كأني خمر
وبعدو على المرء ما يأتمر

____________

اعلم ان اخبار امرئ القيس كثيرة مفرقة في عدة كتب جمعنا منها ما امكنا جمعة واخص التأليف التي ساعدتنا على ذلك كتاب الاغاني وامثال الميداني والعقد الفريد لابن عبد ربه والعمدة لابن الرشيق وتاريخ ابن الاثير وتاريخ ابي الفداء وشرح قصيـدة ابن عبدون لابن بدرون وكتاب معجم البلدان لياقوت وديوانه المطبوع في باريز ونسخة اخرى من دیوانه طبعت في لندرة وفي كتاب طبقات الشعراء مخطوط ومجاميع شعرية مخطوطة وكتب غير هذه من مصنّفات علماء اوربيين خبيرين بالآثار الشرقية