صفحة:كتاب شعراء النصرانية 1 (1890) - لويس شيخو.pdf/80

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
68
شعراء اليمن (كندة)


هذا ما استحسنا جمعة من قصائد امرئ القيس، وله عدة معان جرت مجرى الامثال ورواها الميداني والضبي وغيرها من مؤلفي كتب الامثال فمن ذلك قولهم : ( الامر سلكي وليس بمخالوجة ) يضربونه في استقامة الامر ونني ضدها . والسلكي الطعنة المستقيمة والمخلوجة المعرجة من اللحج وهو الجذب . واتت الأمر على تقدير الجمع او على تقدير مثل سلكي وقيل السلكي الامر المستقيم كما قالوا : الجلى للامر العظيم . واصـل هذا المثل من قول امرىء القيس : نطعنهم سلكي ومخـلوجة اي طعنة مستقيمة وهي التي تقابل المطعون فتكون اسلك فيه

ومنها قولهم : (حسبك من غنى شبع وري ) اي اقنع بما يشبعـك ويرويك وجد بما فضل. وهو لامرئ القيس يذكر معزى كانت له فقال من ابيات له مرت في ترجمته :

اذا ما لم تكن ابل فيعزى
كان قرون جلتها العصي
فلا يتنا اقطا وسينا
وحسبك من عنى شيع وري

ومنها قولهم : (دع عنك تهنا صيح في تحجراته ) النهب المنهوب وكذلك النهبي. والحجرات النواحي. يضرب لمن ذهب من ماله شيء ثم ذهب بعده ما هو اجل منه . وهذا من بيت لامرئ القيس قاله حين نزل على خالد بن سدوس بن اصمع النبهاني فاغار عليه باعث بن حويص وذهب بابل، فقال الله جاره خالد:اعطني صنائعك ورواحلك حتى اطلب عليها مالك. فعل فانطوى عليها . ويقال بل لحق القوم فقال لهم : أغر تتم على جاري يا بني جديلة فقالوا : والله ما هو لك بجار - قال : بلى ما هذه الابل التي معكم الاكالرواحل التي تحتي. قالوا : أكذلك . فانزلوه وذهبوا بها فقال امرؤ القيس فيا هجاه به

ودع عنك نها صبح في حجراته
ولكن حديثا ما حديث الرواحل

يقول دع عنك النهب الذي انتهه باعث ولكن حدثني حديثا عن الرواحل التي ذهبت أنت بها ما فعلت . ثم قال في هجانه : وأعجبني مشي الحـزفة خالد كمشي اتان حانت عن مناهل ومنها قولهم : ( رضيت من الغنية بالاياب ) اول من قاله امرؤ القيس في بيت له وهو