صفحة:كتاب شعراء النصرانية 1 (1890) - لويس شيخو.pdf/36

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢٤
شعراء اليمن (كندة)

يُغَرِّدُ بِالْأَسْحَارِ فِي كُلِّ سُدْفَةٍ(١)
تَغَرُّدَ مَيَّاحِ النَّدَامَى(۲) الْمُطَرِّبِ
اَقَبَّ رَبَّاعٍ مِنْ حَمِيرِ عَمَايَةٍ
يَعُجُّ لُعَاعَ الْبَقْلِ فِي كُلِّ مَشْرَبِ(٣)
بِمَحْنِيَّةٍ قَدْ آزَرَ الضَّالَ نَبْتَتَهَا
مَجَرَّ جُيُوشِ الْغَانِمِينَ وَخُيَّبِ(٤)
وَقَدْ اَغْتَدِي وَالطَّيْرُ فِي وُكْنَاتِهَا
وَمَاءُ النَّدَى يَجْرِي عَلَى كُلِّ مِذْنَبِ(٥)
بِمُنْجَرِدٍ قَيْدِ الْاَوَابِدِ(٦) لَاحَهُ
طِرَادُ الْهَوَادِي كُلَّ شَأْوٍ مُغَرِّبِ
عَلَى الْاَيْنِ جَيَّاشٍ كَاَنَ سَرَاتَهُ
عَلَى الضُّمْرِ وَالتَّعْدَاءِ سَرْحَةُ مَرْقَبِ(۷)
يُبَارِي الْخَنُوفَ الْمُسْتَقِلَّ زِمَاعَهُ
تَرَى شَخْصَهُ كَاَنَّهُ عُودُ مِشْجَبٍ(۸)
لَهُ اَيْطَلَا ظَبْيٍ وَسَاقَا نَعَامَةٍ
وَصَهْوَةُ عَيْرٍ قَائِمٍ فَوْقَ مَرْقَبِ
وَيَخْطُو عَلَى صُمٍّ صِلَابٍ كَاَنَّهَا
حِجَارَةُ غَيْلٍ وَارِسَاتٌ بِطُحْلِبِ
لَهُ كَفْلٌ كَالدِّعْصِ لَبَّدَهُ النَّدَى
اِلَى حَارِكٍ مِثْلِ الْغَبِيطِ الْمُذَأَبِ(٩)

    (۱) ويروى: في كل مرتع     (۲) وفي رواية: مرِّيح الندامي     (٣) ويروى:

یوارد مجهولات كل خميلةٍ
يمجُّ لُفَاظ البقل في كل مشربِ

    وقوله: من حمير عماية وهو جبل بناحية نجد. ويقال: ان حميرهُ اشدُّ عدوًا وقولهُ: يمجّ لعاع البقل اي يخرج من فمهِ خضرة ما ياكل من البقل اذا هو شرب وانَّما اراد انهُ في خصب فاذا شرب تساقط من فيهِ بقية ما اِكل من العشب     (٤) بمحنية حيث ينحني الوادي وهو اخصب موضع فيه. ومعنى آزر اي ساوى يقال: آزر الغلام اباه اذا الحق بهِ في طولهِ. وقولهُ: مجرّ جيوشٍ اي هذه المحنيَّة في موضع تمرُّ فيهِ الجيوش من بين غانم وجالب فلا يتر لها احد ليرعاها خوفًا فذلك اوفر لخصبها واتم لكلإِها     (٥) وُيروى:

وقد اغتدي قبل الشروق بسابحٍ
اقبَّ كيعفور الفلاةِ محنَّبِ

    (٦) الاوابد: الوحوش وجعلهُ قيدًا لها لانهُ يسبقها فيمنعها من الفوت

    (۷) ويروى:     عظيم طويل مطمئَنٍ كانَّهُ
باسفل ذي ماوانَ سَرْحَة مرقب

    (۸) الخنوف هو من وصف حمار الوحش. والزماع لذوات الظلف. واستعارها هنا لشعر الرسغ وجعلها مستقلة لانَّ ذاك اسرع لهُ واكمش واذا كانت تمسُّ الارض كان ذاك عيبًا. وقولهُ: (ترى شخصه) وصف الفرس بالسّلابة والاملاس والضمر فشبَّهها بالمِشْجَب لذلك. والمستقلّ المرتفع
    (۹) الغبيط قتب الهودج وهو مشرف. والمذاَّب الموسَّع شبه الحارك بهِ في ارتفاعهِ وسعتهِ. ويُروى: يدير قطاةً كالمحالة اشرفت الى سندٍ مثل الغبيط المذاَّب