صفحة:كتاب شعراء النصرانية 1 (1890) - لويس شيخو.pdf/230

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

شعراء نجد والحجاز ( اياد ) حتى يعودوا بحال غير حالهم خلقا جديدا كما من قبلها خلقوا منهم عراة ومنهم في تيايهم منها الجديد ومنها المنهج الخلق های ( قال ) فدنوت منه وسلمت عليه فرد علي السلام واذا بعين خرارة. في ارض خوارة، ومسجد بين قبرين . وأسدين عظيمين . يلوذان به . ويتمسيحان باثوابه - فاراد احدها يسبق الى الماء . وتبعه الآخر يطلب الماء . فضربة قس بالقضيب . وقال : ارجع ثكلتك امك حتى يشرب الذي ورد قبلك . فرجع ثم ورد بعده فقلت له : ما هذان القبران . قال : هذان قبر أخوين لي كانا يعبدان الله معي في هذا المكان لا يشركان بالله شيئا فادركهما الموت فتبرتهما وها أنا بين تبريهما حتى الحق بهما. ثم نظر الى السماء فنغرغرت عيناه بالدموع وانكب عليهما وجعل يقول ( من الطويل ) : خليلي هنا طالما قد رقدتُما أجدكما لا تتضان كراكا(۱) الم تعلما أني بسمعان مفرد وما لي فيها من خليل سواكما (۲) F (۱) قال التبريزي : ( طالما ) يجوز ان يكون ( ما ) الكافة وقد ركب مع ( طال ) تركيباً واحدا حتى صار معا كالشيء الواحد ويجوز أن يكون ( ما ) منفصلا من ( طال ) و يكون مع الفعل الذي بعده في تقدير المصدر كانه قال : طال رقود كما فاذا كتب المركب مع ما يجب ان يوصل احدهما بالآخر وإذا كتب الثاني فصل بين طال وبين ما . واجدكما انتصب على المصدر ذكره سيبويه فيا ينتصب من المصادر توكيدا لما قبله ومثله في الاستفهام ، اجدك لا تفعل كذا كانه قال : آجدا . غير انه لا فهو يجري في التاكيد مجرى حقا وفي الاضافة جهدك ومعاذ الله . والمعنى : اتجملان يستعمل الأمضافا فعلكما جدا. وطالما قد يكتفى به اذا كان المتقدم من الكلام يشتمل على ما قد استطيل وعلى ذلك عزما وشد ما (۲) دير سيمان في نواحي الشام . ويروى في الحماسة : ألم تعلما مالي براوند كلها ولا بخراق من حبيب سواكما

و راوند مدينة بالموصل قديمة ، وخزاق موضع في بلاد العرب . وقال التبريزي في شرحه : ( الم تعلما ) هو ( لم ) ادخل عليه الف الاستفهام والاستفهام كالنفي في انه غير موجب ونفي النفي ايجاب . لذلك قرن بألم فيا كان واجبا واقعا لأنه يتضمن من التحقيق والتثبيت في التقرير وتأكيد المقرر على المخاطب مثل ما يتضمنه القسم لو أتى به بدلالة . ولذلك عقبة بما يعقب به القسم وهو ما النافية . وكذلك الله يعلم ويعلم الله ويشهد الله والله يشهد يستعمل استعمال الأيمان وكذلك قول القائل : ولقد علمت لتأتين منة ما بعدها خوف على ولا عدم فقوله : ( ولقد علمت ) جار مجرى اليمين فيما ذكرت من التأكيد ولولا ذلك لما عقب بما يكون