صفحة:كتاب شعراء النصرانية 1 (1890) - لويس شيخو.pdf/223

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

زهير بن جناب الكلبي السلطان وضرب الجزية على بني معد . فلما قام كليب في ولاية ابيه اثار الحرب على ملوك اليمن والتقوا بخزاز فغلبهم كليب وكان زهير بن جناب على قسم من الجيوش وهو يومئذ أربى على مائة سنة . فعاد الى قومه معتزلاً عن امرة بني معد . خاره واما حرب زهير مع بني قين بن جسر فسبها ما ذكر ابن الاثير قال : ان اختا لزهير كانت متزوجة فيهم فجاء رسولها الى زهير ومعه صرة فيها رمل وصرة فيها شوك قتاد فقال زهير : انها تخبركم انه ياتيكم عدة كثير ذو شوكة شديدة فاجتمعوا . فقال الجلاح بن عوف السحمي : لانحتمل لقول امرأة . فطعن زهير واقـام الجلاح فصيحة الجيش فقتلوا عامة قوم الجـلاح وذهبوا باموالهم ومالي ومنى زهير فاجتمع مع عشيرته من بني جناب وباغ الجيش فقصدوه فقاتلهم وصبر لهم فهزمهم وقتل رئيسهم فانصرفوا عنه خانبين ثم طال عمر زهير وثقلت همته وكف بصره وهو مع ذلك لايزال مقدما عند ملوك حمير وغسان . يدخل على الحارث بن مارية الجفني الغساني فينادمة ويحادثة فيطرب لحديثه ويستشيره في امره . ولما دخل ابرهة الأشرم في بلاد الين قدم عليه زهير فاكرم وفادتـه واثبته على اسرته وهو يومئذي يدين بالنصرانية . واما وفاة زهير فكانت نحوسنة خمسمائة وستين للمسيح وقيل غير ذلك قال صاحب الاغاني : وكان زهير فيما ذكر احد الذين شربوا الخمر في الجاهلية حتى قتلتهم وكان قد بلغ من السن الغاية التي ذكرناها . فقال ذات يوم : ان الحي ظاعن . فقال : عبدالله بن عليم بن جناب ان الحي مقيم ، فقال زهير: ان الحي مقيم . فقال عبدالله : ان الحي ظاعن . فقال : من الذي يخالفني منذ اليوم . قيل : ابن أخيك عبدالله بن عليم. فقال : أو ما ههنا أحد ينهاه عن ذلك . قالوا : لا . فغضب وقال : لا أراني قد خولفت . ثم دعا بالخمر يشربها صرفا بغير مزاج وعلى غير طعام حتى قتلته وكان زهير من اقدم الشعراء واشرفهم شعرا وقد عده من لهم معرفة بفن الشعر من شعراء الطبقة الثالثة وشعره قد فقد أكثره وقد ذكر ابن الاثير والميداني وصاحب الاغاني ركثيرون غيرهم شيئا من محاسنها جمعناها ضنا بهذه الدرر ان تفقد. فمن ذلك قوله Y+Y من الطويل ) : ابي قومنا أن يقبلوا الحق فأنتهوا إليه وانياب من الحرب تخـرق فجاؤوا إلى رجراجة مستبيرة يكاد المرقي نحوهـا الطرف يصعق