صفحة:كتاب شعراء النصرانية 1 (1890) - لويس شيخو.pdf/222

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

شعراء نجد والحجاز ( قضاعة ) ملكة نحوسنة . 4 4 بعد المسيح وملك زهاء عشرين سنة . فسار الى بلاد نجد فاجتمع به زهیر (۱) فأكرمه ابرهة وفضله على غيره من العرب وأمره على بكر وتغلب ابني وائل - فوليهم واستمر زهير اميرا عليهم حتى اصابتهم سنة فاشتد عليهم فيا يطلب منهم من الخراج فخرجوا عن طاعته فاقام بهم زهير في الحرب ومنعهم من النجعة حتى يؤدوا ما عليهم . فكادت مواشيهم تهلك فلما رأى ذلك ابن زيابة أحد بني تيم الله بن ثعلبة وكان فاتكا أتى زهيرا وهو نائم فاعتمد لتميمي بالسيف على بطن زهير فمر فيها حتى خرج من ظهره مارقـا بين الصفاق وسلمت امعاره وما في بطنه وظن التيمي انه قد قتله . وعلم زهير انه قد سلم فلم يتحرك لئلا يجهز عليه فسكت ، فانصرف التيمي الى قومه فاعلمهم الله قتل زهيرا فسرهم ذلك ولم يكن مع زهير الا نفر من قومه فأمرهم أن يظهروا أنه ميت وان يستأذنوا بكرا وتغلب في دفنه فاذا أذنوا دفنوا ثيابا ملفوفة وساروا به مجدين الى قومهم ففعلوا ذلك . فاذنت لهم بكر وتغلب في دفته فحفروا وعمقوا ودفنوا ثيابا ملفوقة لم يشك من رآها ان فيها مينا . ثم ساروا مجدين الى قومهم فجمع لهم زهير الجموع وبلغهم الخير فقال ابن زيابة : طعنة ما طعنت في غلس الليل م زهيرا وقد توافي الخصوم . حين تحيي له المواسم بكر أين بكر وأين منها الحلوم خانني السيف اذ طعنت زهيرا وهو سيف مضلل مشؤوم وجمع زهير من قدر عليه من اهل اليمن وغزا بكرا وتقلب وكانوا علموا به فقاتلهم قتالاً شديدا انهزمت به بكر وقاتلت تغلب بعدها فانهزمت ايضا . وأسر كليب ومهلهل ابنا ربيعـة وأخذت الاموال وكثرت القتلى في بني تغلب وأسر جماعة من فرسانهم و وجوههم ثم تفاقم الأمر على المعديين واجتمع بنوبكر و بنو تغلب وولوا عليهم ربيعة بن حارث بن مرة ابا المهلهل وكليب وساروا الى محاربة زهير بن جناب وجيش ملوك اليمن . فخلصوا المهلهل وكليبا وغلبوا بني كندة وكانوا محالفين لملوك اليمن . ثم التقوا بمذحج وعليهم زهير في موضع اسمه سلان في ارض تهامة مما يلي اليمن فقتكوا بهم وغلبوا زهيرا ومزقوا جيشه تمزيقا نحوسنة 481م ثم استقل المعديون بعد ذلك وولوا على بكر وتغلب ربيعة فبقي يرأسهم الى وفاته سنة ٤٩٢ م الا ان في آخر حياة ربيعة قويت شوكة زهير بن جناب فاستعاد ما فقده بين المعديين من ۲۰۱ (۱) جاء في تاريخ ابي الفداء ان زهير بن جناب اجتمع بابرهة الاشرم الحبشي صاحب الفيل : وفي ذلك سهو لان حروب زهير المذكورة هنا اذا كانت قبل ذلك بنحو ثمانين سنة والصواب أنه اجتمع بابرهة بن صباح ، ثم اجتمع في آخر حياته بعد تنصره بايرهة الأشرم عند ما دخل اليمن