صفحة:كتاب شعراء النصرانية 1 (1890) - لويس شيخو.pdf/208

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
١٩۲
شعراء اليمن (تغلب)

أفنون ( ٥٦٧ م )

   هو صريم بن معشر (١) بن ذهل بن تيم بن عمرو بن مالك بن عمرو بن عثمان بن تغلب وافنون لقبه سمّي به لبيت شعر قاله ( من البسيط ) :

منيتنا الودّ يا مضنون مضنونا
ازماننا انّ الشّبّان افنونا

   يعدّ صريم من شعراء الطبقة الثالثة له شعر قليل متفرّق فمن ذلك ما قاله يرثي به نفسه . وكان التقى في الجاهلية بكاهن فسأله عن موته فأخبره انّه يموت بمكان يقال له الالاهة. فمكث ما شاء الله ثم سافر في ركب من قومه الى الشام فاتوها ثم انصرفوا فضلّوا الطريق فاستقبلهم رجل فسالوه عن طريقهم . فقال : سيروا حتى اذا كنتم بمكان - وكذا عنّت لكم الالاهة وهي قـارة بالسماوة ووضح لكم الطريق . فلما سمع افنون ذكر الالاهة تطيّر وقال : لأصحابه إني ميّت قالوا : ما عليك بأس . قال : لست بارحا . وابى ان ينزل. فبينا ناقته ترتعي وهو راكبها اذ أخذت بمشفرها حيّة فاحتكّت الناقة بمشفرها فلدغت الحية ساقه فقال لاخيه وكان معه واسه معاوية : احفر لي فاني ميّت . ثم قال يرثي نفسه وهو يجود بها ( من الطويل ) : كذا

الا لست في شي فروحا معاويا(۲)
ولا المشفقات يتّبعن الجواريا (۳)
ولا خير فيما كذّب (٤) المرء نفسه
وتقواله للشّيء (٥) يا ليت ذا ليا
وان اعجبك الدّهر حال من امرئ
فدعه وواكل حاله (٦) واللّيالا
يرحن عليه او يغيّرن ما به
وان لم يكن في جوفه العيش وانيا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

   (۱) ويروى : معسر

   (۲) ويروى : ولستُ على شيء فروحاً معاويا

   (۳) ويروى : يتقين الحواريا

   (٤) وفي رواية : يكذب

   (٥) وروى ياقوت : وتقوالة الشيء    (٦) ويروى في شرح الشواهد : امره