صفحة:كتاب شعراء النصرانية 1 (1890) - لويس شيخو.pdf/209

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
١٩٣
أفنون
فطأ معرضا انّ الحتوف كثيرة
وانّك لا تبقي بنفسـك باقيا
لعمرك ما يدري امروء كيف يتّقي
اذا هو لم يجعل له الله واقيا
كفى حزنا ان يرحل القوم غدوة
واصبح في عليا الالاهـة ثاويا

ثم مات فدفنوه هناك . ومن شعره ما رواه له المبرّد و ياقوت من قصيدة ( من البسيط ) :

بلغ حبيبا وخلّل في سراتهم
انّ الفؤاد انطوى منهم على حزن
قد كنت اسبق من جاروا على مهل
من ولد آدم ما لم يخلعوا رسني(١)
فالوا عليّ ولم املك فيالتهم
حتّى انتحيت على الارساغ والثّنن(۲)
لو انّني كنت من عاد ومن ارم
ربيت فيهم ومن لقمان او جدن
لمّا فدوا باخيهم من مهّولة
اخا السّكون ولا جاروا عن السّنن
سألت قومي وقد سدّت(۳) اباعرهم
ما بين رحبة ذات العيص فالعدن(٤)
اذا قرّبوا لابن سوّار اباعرهم
لله درّ عطاء كان ذا غبن
انّی جزوا عامرا سوءى بفعلهم
ام كيف يجزونني السّوءى من الحسن
ام كيف ينفع ما تعطي العلوق به (٥)
رئمان انف اذا ما ضنّ باللبن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) أي ما دمت في حبالهم لا يرغبون عنّي

(۲) قال فيالة أخطأ في رأيه . والثنّة الشعر في مأخر الحوافر على الدّوابر . و ( الدابرة ) مقطع الحافر من مؤخره

(۳) وبروی : شدّت

(٤) (العيص ) ناحية ذي مروّة على ساحل البحر بطريق قريش التي كانوا يأخذون بها الى الشام . و ( العدن ) اسم قرية قرب الاعة

(٥) ( العلوق ) التي ترام ولدها ولا تدر عليه