صفحة:كتاب شعراء النصرانية 1 (1890) - لويس شيخو.pdf/205

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
١٨٩
جابر بن حنيّ
اذا زال رعن عن يديها ونحرها
بدا رأس رعن وارد متقدّم
وصدّت عن الماء الرّواء لجوفها
دويّ كدفّ القينة المتهزّم(١)
تصعّد في بطحاء عرق كانّها
ترقّى الى اعلى اريك بسلّم (۲)
لتغلب ابكي اذ اثارت رماحها
غوائل شرّ بينها متثلّم
وكانوا هم البانين قبل اختلافهم
ومن لا يشـد بنيانه يتهدّم (۳)
بحيّ ككوثلّ(٤) السفينة امرهم
الى سلف عاد اذا احتلّ مرزم(٤)
اذا نزلوا الثّغر المخوف تواضعت
مخارمه واحتـلّه ذو المقدّم (٥)
انفت لهم من عقـل قيس ومرثد
اذا وردوا ماء ورمح بن هرثم
ويوما لدى الحشّار من يلو حقّه
يبزبز وينزع ثوبه ويلطّم (٦)
وفي كل اسواق العراق اتاوة
وفي كلّ ما باع امروء مكس درهم (۷)
وقيظ العراق من افاع وغـدّة
ورعي اذا ما اكلأوا متوخّم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

   (۱) ( المتهزّم ) المتشقّق . واصل العزم الكسر ومنه الهزيمة

   (٢) يريد ترتقي هذه الناقة في بطحاء عرق جبل اريك فكانها تترقّى الى اعلى اريك وهو ذروتها    (۳) قوله ( وكانوا هم البانين ) جهل « هم » فصلا وهذا هو الذي يسميه الكوفيّون عمادا ويدخل تأكيدا ولا موضع له من الاعراب ( والبانين ) خبر كان . ولك ان ترفع البانين وحينئذ يكون هم مبتدأ والبانون خبره والجملة خبر كان    (٤) (كوثل) السفينة سكّانها ، و ( السلف ) القوم الذين يتقدمون ينفضون الأرض ، و ( عاد ) أي متجاوز يريد عدا كلّ حدّ في الارتفاع . و ( احتلّ ) نزل لا يرحل لانه لا يزعجه شيء . ( المرزم ) الثابت والذي له صوت وجلبة ، وقيل الذي له صوت من طول اقامته . يريد انهم يقوّمون امور الناس كما يقوم السّكّان السفينة . وامرهم يستند الى زعماء ذوي رفعة وتدبير

   (٥) ويروى : ذو تقدّم . والمقدم مصدر قدّم

   (٦) انتصب «يوما» باضمار فعل كانه قال : اذكر يوما بهذا المكان ، و( الحشّار ) موضع . وهو بالاصل صاحب الحشر . وقيل انه سمي حشّارا لانه مجمع القوم . ويروى : الجسّار وهو صاحب الجسر ، ويلو يمطل ، ويبزبز يتعتع . ويروى : يترتر ، والترترة العجلة . ويلطّم من اللطم . وفي رواية : ينزع حقّه ويظلّم    (۷) ويروى : بخس درهم