صفحة:كتاب شعراء النصرانية 1 (1890) - لويس شيخو.pdf/204

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
١٨٨
شعراء اليمن (تغلب)

جابر بن حنيّ التغلبيّ ( ٥٦٤ )


   هو جابر بن حنيّ بن حارثة بن عمرو بن معاوية بن عمرو بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب كان شاعرا نصرانيا مقدما وقد تفاخر بدينه في شعره فقال ( من الكامل ) :

وقد زعمت بهواء أن رماحنا
رماح نصارى لا تخوض الى دم

   وجابر بن حنيّ كان مع امرئ القيس حين خرج الى الروم مستنجدا بقيصر . وله في كتاب المفضليات قصيدته الغراء التي قالها في قتل شرحبيل بن عمرو الكندي عم امرئ القيس لما قتل يوم الكلاب ( من الطويل ) :

الا يا لقـوم للحديد المصرّم
وللحلم بعد الزلة المتوهّم(۱)
و للمرء يعتاد الصبابة بعدما
اتی دونها ما (۲) فرط حول مجرّم
فا دار سلمى بالصّريمة فاللوى
الى مدفع القيقاء فالمتثلّم (٣)
ظللت على عرفانها ضيف قفرة
لاقضي منها حاجة المتلوّم
اقامت بها بالصّيف ثم تذكّرت
مصايرها بين الجواء فعيهم (٤)
تموج رهبا في الزّمام وتنثني
الى مهذبات في وشيح مقوّم (٥)
انافت وزافت في الزّمام كانّها
الى غرضها اجلاد هرّ مؤوّم(٦)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(۱) (الجديد ) يجوز ان يكون من الجدّ بمعنى القطع ، ويجوز أن يكون من الجدّة . قال ابن الانباري في شرح المفضّليّات : الجديد هنا الشباب . و ( المصرّم ) الذاهب ، يتعجب من تصرّمه ومن حلمه المتوهّم بعد الزّلة لان الحلم انما يكون قبلها . وما بعدها فليس بحلم

   (۲) (ما) زائدة (۳) (الی) بمعنى الفاء . و ( القيقاءة والزيزاءة) ما غلظ من الارض في ارتفاع . ويروى : ( الفيفاء ) وهي الارض المستوية . و ( الصريمة واللّوى ) موضعان

   (٤) مصايرها المواضع التي تصير اليها في الشتاء . ويروى : منازلها ، و ( عيهم ) جبل بنجد على طريق اليمامة الى مكة    (ه) ( الرّهب ) الناقة المهزولة ، ويروى : رهبي. وهو اسم امرأة . و ( تعوّج ) يعني المراة تعطف ، و ( الاهذاب ) الاسراع اي الى نساء يسرعن في السير

   (٦)ويروى : اشلاء هرّ . و ( المؤوم ) القبيح الخلقة العظيم الهامة