صفحة:كتاب شعراء النصرانية 1 (1890) - لويس شيخو.pdf/202

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
١٨٦
شعراء اليمن (تغلب)
تطاير عن اعجاز (۱) خوش كانّها
جهام هراق ماءه فهو آب
وبكر لها برّ العراق وإن تخف (۲)
يحل دونها من اليمامة حاجب
وصارت تميم بين قفّ ورملة
لها من جبال منتأى ومذاهب
وكلب لها خبت فرملة عالج
إلى الحر~ة الرّجلاء حيث تحارب
وغسّان حيّ عزّهم في سواهم
تجالد عنهم حسّر وكتائب
وبهـراء حيّ قد علمنا مكانهم
لهم شرك حول الرّصافة لاحب
وغارت اياد في السّواد ودونها
برازيق عجم تبتغي من تضارب
ونحـن أناس لا حجاز (٣) بارضنا
مع الغيث ما نلفى (٤) ومن هو غالب
تری رائدات الخيل حول بيوتنا
كمعزى الحجاز اعوزتها الزّرائب (٥)
فيغبقن احلابا ويصبحن مثلها
فهنّ من التّعداء قبّ شوازب (٦)
فوارسها من تغلب ابنـة وائل
حماة كlاة ليس فيهم اشايب (۷)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

   (۱) ویر وى : يطيروا على اعجاز    (٢) ویروی : تشا

   (۳) ویروى : لا حصون بارضنا    (٤) وفي رواية : يلقى

   (٥) الرائدات المختلفات. والمراد ان الذي يرتبطونه من المال هو الخيـل لا الابل والغنم وانها تختلف فيما بين بيوتهم لكثرتها وهم اصحاب غارات . وقوله : ( كمعزى الحجاز اعوزتها) الاجود ان يضمر ( قد ) معها اي قد اعوزتها الزرائب ليقرب بناء الماضي من الحال والتقدير تراها مشابهة لمعزي الحجاز وقد عدمت محابسها فهي ترود. والزرب والزريبة واحد ويقال اعوزه الدهر وافقره واعوز الرجل اذا ساءت حاله

   (٦) الغبوق والصبوح ما يشرب بالعشيّ والغداة كالفطور والسحور، وهو يحتمل وجهين احدهما ان يريد انها تسقى اللبن غدوا وعشيّا ويكون الاحلاب جمع حلب مصدر حلبت والمراد المحلوب فجمعه لاختلافها ويكون قوله : ( فهن من التعداء ) كلاما مستانقا والمعنى انها تصنع وتضمّر . والوجه الآخر ان يريد انها تعدّى غدوا وعشيا ويكون احلاب بمعنى اشواط يقال : احلب فرسك "قرنا او قرنين و يشهد هذا قوله : ( فهن من التعداء قب شوازب ). وتحقيق الكلام انه جمل صبوحهن وغبوقهن الاعداء في اول النهار وآخره لتضمر كما قال ابو تمّام : تعليقها الاسراج والالجام

   (۷) فوارسها مبتدأ ومن تyلب ابنة وائل خبره وحماة خبر ثان. ويجوز أن يكون ( من تغلب