صفحة:كتاب شعراء النصرانية 1 (1890) - لويس شيخو.pdf/191

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
۱٧٥
المهلهل اخو كليب
ولقد قتلت الشّعثمين(١)ومالكا
وابن المسوّر وابن ذات دوام
ولقد خبطتّ بيوت يشكر خبطة
اخوالنا وهم بنو الاعمام
ليست براجعة لهم ايّامهم
حتى تزول شوامخ الاعلام
قتلوا كليبا ثم قالوا ار تعوا (٢)
كذبوا ورب الحـلّ والإحرام
حتّى تلف كتيبة بكتيبة
ويحلّ اصرام على اصرام
وتقوم(۳) رّبات الخدور حواسرا
يمسحن عرض تمائم (٤) الايتام
حتى نرى غررا نجـرّ وجمّـة
وعظام رؤس هشّمت بعظام
حتّى يعضّ الشّيخ من حسراته(٥)
ممّا يرى جزما على الابهام
ولقد تركنا الخيل في عرصاتها
كالطّير فوق معالم الاجرام
فقضين دينا كنّ قد ضممنه
بعزائم غلب الرّقاب سوام
من خيل تغلب عزّة وتكرّما
مثل اللّيوث بساحة الآنام

وانشد ايضا وكان رجع من اليمن فمرّ قريبا من قبر اخيه كليب وكانت عليه قبّة رفيعة فلما رآه خنقته العبرة. وكان تحته بغل له نحيب فلمّا رأى القبر في غلس الصبح نفر منه هاربا فوثب عنه المهلهل وضرب عرقوبه بسيفه وقال ( من الهرج ) :

رماك الله من بـغـل
بمشحوذ من النّبـل
اما تبلغني اهلك م
او تبلغني أهلي
اكلّ الدّهر مركوب
من النكباء والعزل
وقد قلت ولم اعدل
كلاما غير ذي هزل
الا ابلغ بني بكر
رجالا من بني ذهـل

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(۱) هما اخوان قتلا يوم الذنائب    (٢) ويروى : قالوا لا تثب (   ۳) ويروى : وتجول    (٤) وفي رواية :ذوائب    (٥) ويروی : بعد حميّة