صفحة:كتاب شعراء النصرانية 1 (1890) - لويس شيخو.pdf/164

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
۱٤٨
شعراء اليمن (ربيعة)

ليلى العفيفة ( ٤٨٣ م )


هي ليلى بنت لكيز بن مرةّ بن اسد من ربيعة بن نزار . وكانت اصغر اولاد لكيز فنشأت في حجره وبرعت بفضلها وكانت تامّة الحسن كثيرة الادب خطبها كثيرون من سراة العرب منهم عمرو بن ذي صهبـان من ابناء ملوك اليمن . وكانت ليلى تكره ان تخرج من قومها وتود لو انّ اباها زوّجها بالبرّاق بن روحان ابن عمها وهي تدين بدينه . الّا انها لم تعص امر ابيها وصانت نفسها عن البرّاق تعفّفا فلقبت بالعفيفة . وكانت في اثناء ذلك حروب بين بني ربيعة وقبائل طيّ وقضاعة ابلى فيهـا البرّاق بلاء حسنا كما مرّ في ترجمته . ثمّ خمدت الحرب وآن وقت زفاف ليلى فسمع بخبرها ابن لكسرى ملك العجم فاراد ان يخطبها لنفسه فكمن لقومها في الطريق ونقلها الى فارس فبقيت هنـاك اسيرة لا ترضى بزواج الى ان انتزعها البرّاق من يد غاصبيها واستحق ان يتزوّج بها. وكانت وفاة ليلى نحو سنة ٤٨٣ للمسيح . ولليلى العفيفة شعر وجدنا منه لمعا في كتاب خطّ ومجموع شعر قديم فمنها قولها تودع البرّاق ( من الطويل )

تزوّد بنا زادا فليس براجع
الينا وصال بعد هذا التقاطع
وكفكف بأطراف الوداع تمتعا
جفونك من فيض الدموع الهوامع
الا فاجزني صاعا بصاع كما ترى
تصوّب عيني حسرة بالمدامع

ولها في مدح البرّاق وهي تردّ على امّ الاغرّ اخت كليب وكانت لامتهـا على جزعها ( من الطويل )

امّ الأغرّ دعي ملامك واسمعى
قولا يقينا لست عنه بمعزل
برّاق سيدنا وفارس خيلنا
وهو المطاعن في مضيق الجحفل
وعماد هذا الحيّ في مكروهه
ومؤمّل يرجوه كل مؤمّل

ولمّا ضيّق عليها العجم وضربوها لتقنع بمراد ملكهم جعلت تستصرخ بالبرّاق و باخوتهـا وتهدّد بني انمار واياد وكانوا وافقوا العجم على سبيها ( من الرمل )