صفحة:كتاب شعراء النصرانية 1 (1890) - لويس شيخو.pdf/162

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
۱٤٦
شعراء اليمن (ربيعة)
فمن مبلغ برد الايادي وقومه
باني بثاري لا محالة لاحق
ستسعدني بيض الصوارم والقنا
وتحملني القبّ العتاق السوابق
رمى الله من يرمي الكعاب بريبة
ومن هو بالفحشاء والمكر ناطق

وله ايضا وكان عاد من بعض غزواته بسبي وغنائم ( من الطويل )

عبرت بقومي البحر انزف ماءه
وهل ينزفنّ البحر يا قوم نازف
ويوم التقينا ظلّ يوم عصبصب
وفيه غبار ثائر وعواصف
وضرب يقدّ الهام بالبيض موجع
وفيه الجياد السّابحات زواحف
إذا قيل قد ولّت هزيما فانّها
بقدر لحاظ الطّرف منك عواطف
وظلّ لها يوم يجمّع هبوة
بها يبتنى سقف من الأفق واقف
ودارت رحى الحرب المشيبة للفتى
وهالت ذوي الالباب تلك المواقف
بها نعم الاسياف تنطق بالطّلى
فصيحات حدّ تائرات خفائف
فآبت إلى ما يستشير بني ابي
وينهضها الشمّ الكرام الغطارف

ومن حسن شعره قوله في اخيه غرسان وكان الفرس قتلوه في بعض الوقعات فرحل عنه القوم وبقي البرّاق وحده فحمل جسد اخيه الى نهر وغسله من الدم والتراب وفرش له فراشا من ديباج كان معه ثم انعطف عليه وقبله وانشأ يقول ( من الطويل ) :

تولّت رجالي بالغنائم والغنى
مزجّين للاجمال من رملان
ونادوا نداء بالرّحيل فلم أطق
ايابا وصنوي في المعارك فان
اؤوب الى امّي سليا مكرّما
وغرسان مقتول بدار هوان
ااترك من لا يترك الدّهر طاعتي
ملبّ لما ادعو بكل لسان
اخي ومعيني في الخطوب وصاحبي
بكل اغاراتي بحدّ سنـان