صفحة:كتاب شعراء النصرانية 1 (1890) - لويس شيخو.pdf/147

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
۱۳٥
حاتم الطائي

واني لاستجبي من الأرض أن ارى
بها الناب تمشي في عشياتها الغبر
وعشت مع الاقوام بالفقر والغنى
سقاني بكاسي ذاك كلتاهما دهري

   ويروى لخاتم هذان البيتان ( من المتقارب ) :

قدوري بصحراء منصوبة
وما ينبج الكلب أضيافيـه
وان لم اجد لنزيلي قرى
قطعت له بعض أطرافيه

   وقال حاتم الطائي يخاطب امرأته ماوية بنت عبد الله ( من الطويل ) :

ايا أبنة عبد الله وابـة مالك
ويا أبنة ذي البردين والفرس الورد1
إذا ما صنعت الزاد فالتسي له
أكلافاني لست اكله وحدي2

  1. حسن تكرير ابنة وان كان المراد واحدة لاختلاف المضاف اليه والقصد إلى تفخيم امرها والذي يدل على ان المراد واحدة البيت الذي بعده
  2. عنى بذي البردين عامر بن أحيسر بن جدلة وكان من حديث البردين حين لقب به ان الوفود اجتمعت عند المنذر بن ماء السماء وهو المنذر بن امرئ القيس ، وماء السماء قيل امه نسب اليها لشرفها وقيل لقبت بماء السماء لصفاء نسبها . ويقال لنقاء لونها ويراد انها كماء السماء لم يحتمل كدورة . واخرج المنذر بردين يوما يبلو الوفود وقال : ليقم أعز العرب قبيلـة فليأخذها فقام عامر بن أحيمر فأخذهما وائتزر باحدهما وارتدى بالآخر فقال له المنذر : أ أنت اعز العرب قبيلة . قال : العـز والعدد في معد ثم في نزار ثم في مضر ثم في خندف ثم في تميم ثم في سعد ثم في كعب ثم في عوف ثم في مجدلة من انكر هذا فلينـافرني . فسكت الناس فقال المنذر : هذه عشيرتك كما تزعم فكيف أنت في اهل بيتك وفي نفسك . فقال : انا ابو عشرة واخو عشرة وخال عشرة وعم عشرة . وانا في نفسي فشاهد العزّ شاهدي ثم وضع قدمه على الارض فقال : من ازالها عن مكانها فله مائة من الابل فلم يقم اليه أحد من الحاضرين ففاز بالبردين . وقوله ( اذا ما صنعت الزاد ) أي اذا فرغت من اتخاذ الزاد واعداده فاطلبي من اجله من يواكلني فاني لم أعود نفسي الأكل وحدي . وموضع ( وحدي ) من الاعراب نصب على المصدر والتقدير لست آكله وقد أوحدت نفسي في اكله ايحادا فوضع وحده موضع الايحاد . الكوفيون يجعلون وحدي في موضع الحال وان كان لفظه معرفة يجعلونه من باب كلمته فاه إلى فيّ وما اشبهه. وجواب اذا قوله (فالتمسي له أكيلا) واكبل الرجل : شريبه وجليسه لا ينطلق هذا الاسم الا على من عرف بهذه الصفة فتكررت منه . فاما اذا اكل مع صاحبه أو شرب مرة واحدة او جالسه مرة فلا يقال له أكيل وشريب وجليس . فان قيل كيف نكره وقال : التمسي له اكيلا وهلا قال اكيلي قلت لا يمتنع أن يكون قد عرف بمواكلته عدة فاراد التمسي واحدا من المعروفين بمواكلتي الا ترى انه قالت : اخا طارقا او جار بيت . . . البيت