صفحة:كتاب شعراء النصرانية 1 (1890) - لويس شيخو.pdf/131

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
۱١٩
حاتم الطائي
فنفسك اكرمها فانّك ان تهن
عليك فلن تلفي لك الدّهر مكرما
اهن للّذي تهوى التّـلاد فانّه
اذا متّ كان المال نهبا مقسّما
ولا تشقين فيـه فيسعد وارث
به حين تخشى اغبر اللّون مظلما
يقسّمه غنما ويشري كرامة
وقد صرت في خطّ من الأرض اعظما
قليـل به ما يحمدنّك وارث
اذا ساق ممّا كنت تجمع مغنما
تحمّل عن الادنين واستبق ودّهم
ولن تستطيع الحلم حتّى تحلما
متى ترق اضغان العشيرة بالانا
وكفّ الاذى يحسم لك الدّاء محسما
وما ابتعثتني في هواي لجاجة
اذا لم اجد فيها امامي مقدّما
اذا شئت ناويت امرء السّوء ما نزا
اليك ولاطمت اللئيم الملطّما
وذو اللّبّ والتقوى حقيق اذا راى
ذوي طبع الاخلاق ان يتكرّما
فجاور كريما واقتدح من زناده
واسند اليه ان تطاول سلما
وعوراء قد اعرضت عنها فلم يضر
وذي اود قوّمته فتقوّما
واغفر عوراء الكريم اصطناعة(١)
واصفح من(۲) شتم اللّئيم تكرّما
ولا اخذل المولى وان كان حاذلا
ولا اشتم ابن العمّ ان كان مفحما
ولا زادني عنـه غنائي تباعـدا
وان كان ذا نقص من المال مصرما
وليل بهيم قد تسربلت هوله
إذا اللّيل بالنكس الضّعيف تجهّما
ولن يكسب الصّعلوك حمدا ولا غنا
اذا هو لم يركب من الأمر معظما
يرى الخمص تعذيبا وان يلق شبعة
يبت قلبه من قلّة الهمّ مبهما
لحى الله صعلوكا مناه وهمّه
من العيش أن يلقى لبوسا ومطعما

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(۱) ويروى : ادخاره ، وهكذا رواه النحويون في شواهد المفعول له    (۲) ويروى : عن