صفحة:كتاب شعراء النصرانية 1 (1890) - لويس شيخو.pdf/130

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
۱۱۸
شعراء اليمن (طي)
وعابوها عليّ فلم تعبني
ولم يعرق لها يوما جبيني
وذي وجهين يلقاني طليقا
وليس اذا تغيب يأتسيني
نظرت بعنه فكففت عنه
محافظة على حسبي وديني
فلوميني إذا لم اقر ضيفا
واكرم مكرمي واهن مهيني

وبروايتهم عن ابن الكلبي انه انشد لحاتم ( من الطويل ) :

اتعرف اطلالا ونؤيا مهدّما
كخطّك في رقّ كتابا منمنما
اذاعت به الارواح بعد انيسها
شهورا وايّاما وحولا محرّما(۱)
دوارج قد غيّرن ظاهـر تربه
وغيّرت الايّام ما كان معلما
وغيّرها طول التّقادم والبلى
فما اعرف الاطلال الّا توهّما
تهادي عليها حليها ذات بهجة
وكشحا كطيّ السّابريّة اهضما
ونحرا کفی نور الجّبين يزينه
توقّد ياقوت وشذر منظّما
كجمر الغضا هبّت به بعد هجعة
من اللّيـل ارواح الصّبا فتنسّما
يضيء لنا البيت الظّليل خصاصة
اذا هي ليلا حاولت أن تبسّما
اذا انقلبت فوق الحشيّة مرّة
ترّنم وسواس الحلي ترنّما
وعاذلتين هيتّا بعد هجعة
تلومان متلافا مفيدا ملوّما
تلومان لمّا غـوّر النّجم ضلّة
فتى لايرى الاتلاف في الحمد مغرما
فقلت وقد طال العتاب عليهما
ولو عذراني ان تبيتا(٢) وتصرما
الا لا تلوماني على ما تقدّما
كفى بصروف الدهر للمرء محكما
فانّكما لا ما مضى تدركانه
ولست على ما فاتني متندّما

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) وفي نسخة : مجرما (۲) ويروى : تبينا وهي الصواب