صفحة:كتاب شعراء النصرانية 1 (1890) - لويس شيخو.pdf/125

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
۱٢۳
حاتم الطائي
إذا ما البخيل الخبّ اخمد ناره
اقول لمن يصلى بنـاري اوقدوا
توسّع قليلا او يكن ثمّ حسبنا
وموقدها الباري1 أعفّ واحمد
كذاك امور النّاس راض دنيّة
وسام الى فرع العـلا متورّد
فمنهم جواد قد تلفّتّ حوله
ومنهم لنيم دائم الطّرف اقود
وداع دعاني دعوة فاجبته
وهل يدع الدّاعين الّا المبلّد2

اسرت عنزة حاتما فجعل نساء عنزة يدارين بعيرا ليفصدنة فضعفن عنـه فقلن : يا حاتم افاصده انت ان اطلقنا يديك . قال : نعم . فاطلقن احدى يديه فوجأ لبّته فاستدمينه . ثم ان البعير عضد اي لوى عنقه أي خرّ فقلن : ما صنعت ، قال : هكذا فصادي3 فجرت مثلا.

( قال ) فلطمته احداهن . فقال : ما انتنّ نساء عنزة بكرام. ولا ذوات أحلام. وانّ امرأة منهنّ يقال لها عاجزة اعجبت به فأطلقته ولم ينقموا عليه ما فعـل . فقال حاتم يذكر البعير

الذي قصده ( من الطويل ) :

كذلك فصدي إن سالت مطيّتي
دم الجوف اذ كلّ الفصاد وخيم

اقبل ركب من بني اسد ومن قيس يريدون النعمان فلقوا حاتما فقالوا له : انا تركنا قومنا يثنون عليك خيرا وقد ارسلوا رسولا برسالة . قال : وما هي. فأنشده الاسديّون شعرا لعبيد ولبشر يمدحانه وانشد القيسيون شعرا للنابغة . فلما انشدوه قالوا : انا نستحيي ان نسألك شيئا وان لنا لحاجة . قال : وما هي . قالوا : صاحب لنا قد ارجل . فقال حاتم : خذوا فرسي هذه فاحملوا عليها صاحبكم. فاخذوها وربطت الجارية فلوها بثوبها فأفلت فاتبعته الجارية . فقال حاتم : ما تبعكم من شيء فهو لكم . فذهبوا بالفرس والفلو والجارية . وانهم وردوا على ابي حاتم فعرف الفرس والفلو فقال : ما هذا معكم . فقالوا : مررنا بغلام كريم فسألناه فأعطى الجسيم

( قال ) وكنا عند معاوية فتذاكرنا الجود فقال رجل من القوم : أجود النّاس حيّا وميتا حاتم . فقال معاوية : وكيف ذلك فان الرجل من قريش ليعطي في المجلس ما لم يملكـه حاتم قط ولا قومه . فقال : اخبرك يا امير المؤمنين ان نفرا من بني أسـد مروا بقبر حاتم فقالوا : لنبخلنّه ولنخبرنّ العرب انا نزلنا بحاتم فلم يقرنا . فجعلوا ينادون : يا حاتم ألا تقري اضيافك . وكان رئيس القوم رجلاً يقال له أبو الخيبري فاذا هو بصوت ينادي في جوف الليل:


قالب:مراجع صغيرة

  1. ويروى : البادي
  2. ويروى : البلندد
  3. ويروي : هذا فزدي اي فصدي