صفحة:كتاب شعراء النصرانية 1 (1890) - لويس شيخو.pdf/124

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
۱۱٢
شعراء اليمن (طي)

ثنيّتين من عقاليهما ثم صاح بهما حتى أتى الخباء فضرب عراقيبهما . فطفقت ماويّة تصيح وتقول : هذا الذي طلّقتك فيه تترك ولدك وليس لهم شيء . فقال حاتم ( من الطويل ) :

هل الدهر الّا اليوم أو امس او غد
كذاك الزّمان بيننا يتردّد
يردّ علينا ليلة بعد يومها
فلا نحن ما نبقى ولا الدّهر ينفذ
لنا اجل امّا تناهى امامه
فنحن على آثاره نتـورّد
بنو ثعل قومي فما انا مدّع
سواهـم الى قوم وما انا مسند
بدرئهم اغشى دروء معاشر
ويحنف عنّي الابلح المتعمّد
فمهـلا فداك اليوم أمي وخالتي
فلا يأمرنّي بالدنية اسود
على جبن اذ كنت(۱) واشتدّ جانبي
اسام الّتي اعييت اذ انا امرد
فهل تركت قبلى حضور مكانها
وهل من ابى(٢) ضيما وخسفا مخلّد
ومعتسف بالرّمح دون صحابه
تعسّفته بالسّيف والقوم شهّد
فخر على حرّ الجبين وزاده(٣)
الى الموت مطرور الوقيعة مزود
فما رمته حتذى ارحت عويطه (٤)
وحتّى علاه حالك اللّون اسود
فاقسمت لا امشي إلى سرّ جارة
مدى الدهر ما دام الحمام يغرّد(ه)
ولا اشتري مالا بغدر علمته
الا كلّ مال خالط الغدر انكد
اذا كان بعض المال رّبا لأهله
فانّي بحمد الله مالي معبّد
يفكّ به العاني ويؤكل طيّبا
ويعطى اذا منّ البخيل المطرّد(٦)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(۱) ويروى : على حين ان ذكيتُ    (۲) وبروی : آتی (٣) وفي رواية الاغاني : وذادة بالذال    (٤) وفي رواية : أزحت عويصة (٥) وفي نسخة : فاقسمت لا امشي على سر جارتي يد الدهر ما دام الحمام يغرد (٦) ويروى : المصرد