صفحة:كتاب شعراء النصرانية 1 (1890) - لويس شيخو.pdf/123

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
۱۱۱
حاتم الطائي

والنابعة . فلما نظر حاتم الى ذلك رمى بالذي قدّم اليهما واطعمهما مما قدم اليه فتسللا لواذا وقالت : ان حاتماً اكرمكم واشعركم . فلما خرج النبيتي والنابعة قالت لحاتم : خل سبيل امرأتك فأبي فزودته وردته . فلما انصرف دعته نفسه اليها وماتت امرأته فخطبها فتزوّجته فولدت عديّا

وان ابن عم لحاتم كان يقال له مالك قال لماويّة امرأة حاتم : ما تصنعين بحاتم فوالله لئن وجد شيئا ليتلفنّه وان لم يجد ليتكلفنّ وان مات ليتركنّ ولده عيالا على قومك ، فقالت ماوية : صدقت انه كذلك . وكان النساء او بعضهنّ يطلّقن الرجال في الجاهليّة وكان طلاقهنّ انهنّ ان كن في بيت من شعر حولن الخباء . ان كان بابه قبل المشرق حوّلنه قبل المغرب وان كان بابه قبل اليمن حوّلنه قبل الشام . فاذا رأى ذلك الرجل علم انهـا قد طلقته فلم يأتها. وان ابن عم حاتم قال لماويّة وكان أحسن الناس : طلقي حاتما وانا اتزوجك وانا خير لك منه واكثر مالا وانا امسك عليك وعلى ولدك . فلم يزل بها حتى طلّقت حاتما . فأتاها حاتم وقد حوّلت باب الخباء فقـال : يا عدي ما ترى امك عدا عليها . قال : لا ادري غير انها قد غيّرت باب الخباء وكانه لم يلحن لما قال . فدعاه فهبط به بطن وادي . وجاء قوم فنزلوا على باب الخباء كما كانوا ينزلون فتوافوا خمسين رجلا . فضاقت بهم ماويّة ذرعا وقالت لجاريتها : اذهبي الى مالك فقولي له : ان اضيافا لحاتم قد نزلوا بنا خمسين رجلا فارسل بناب نقرهم ولبن نغبقهم. وقالت لجاريتها : انظري الى جبينه وفمه . فان شافهك بالمعروف فاقبلي منه وان ضرب بلحيته على زوره وأدخل يده في رأسه فاقفلي ودعيه . وانها لمّا اتت مالكا وجدته متوسدا وطبا من ابن وتحت بطنه آخر - فايقظته . فأدخل يده في رأسه وضرب بلحيته على زوره . فابلغته ما أرسلتها به ماويّة وقالت : انما هي الليلة حتى يعـلم الناس مكانه . فقال لها : اقرئي عليها السلام وقولي لها : هذا الذي امرتك ان تطلّقي حاتما فيه فما عندي من كبيرة . قد تركت العمل وما كنت لانخر صفية غزيرة بشحم كلاها وما عندي لبن يكفي اضياف حاتم. فرجعت الجارية فاخبرتها بما رأت منه وما قال . فقالت : ائتي حاتماً فقولي ان اضيافك قد تزلوا الليلة بنا ولم يعلموا بمكانك فارسل الينا بناب ننحرها ونقرهم وبلبن نسقيهم فانّما هي الليلة حتى يعرفوا مكانك ، فأتت الجارية حاتما فصرخت به ، فقال حاتم : لبّيك قريبا دعوت . فقالت : ان ماويّة تقرأ عليك السلام وتقول لك : ان اضيافك قد تزلوا بنـا الليلة فارسل اليهم بناب ننحرها لهم ولبن نسقيهم ، فقال : نعم وابي . ثم قام الى الابل فاطلق