صفحة:كتاب شعراء النصرانية 1 (1890) - لويس شيخو.pdf/116

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
١٠٤
شعراء اليمن (طي)

احدا قتلتموه . فاصبحوا وقد أحدق الناس بهم فاستجاروه فاجارهم . فقال حاتم ( من الطويل ) : عمرو بن أوس إذا أشياعه غضبوا فأخرزوه بلا غرم ولا عار ان بني عبد ود كلما وقعت إحدى المنات اتوها غير العمار كان رجل يقال له ابو الخيبري مر في نفر من قومه بقبر حاتم وحوله انصـاب متقابلات من حجارة كانهن نساء نوائح. ( قال ) فنزلوا به فبات ابو الخيبري ليلته كانها ينادي : ابا جعفر اقر أضيافك ( قال ) فيقال له : مهلا ما تكلم من رمة بالية . فقال : ان طيئا يزعمون انه لم ينزل به أحد الا قراه . (قال) فلما كان من آخر الليل نام أبو الخيبري حتى اذا كان في السحر وثب فجعل يصيح وا راحلتاه . فقال له أصحابه : ويلك مالك . قال : خرج والله حاتم بالسيف وانا انظر اليه حتى عقر ناقتي. قالوا : كذبت . قال : بلى. فنظروا الى راحلته فاذا هي منخزلة لا تنبعث . فقالوا : قد والله قراك ، فظلوا يأكلون من لحمها ثم اردفوه فانطلقوا فساروا ما شاء الله ثم نظروا الى راكب فاذا هو عدي بن حاتم راكبا قارنا جملاً أسود فلحقهم فقال : ايكم أبو الخيبري. فقالوا : هو هذا . فقال : جاء في البي في النوم فذكر لي شتمك اياه وانه قرى راحلتك لاصحابك وقد قال في ذلك ابياتا ورددها حتى حفظتها وهي ( من المتقارب ) : ابا الخيبري وأنت امرؤ حشود العشيرة شتانها فماذا أردت إلى رئة بداوية صخب هانها تبني آذاها وإعسارها وحولك غوث وأنعامها وانا لطعم أضيافنا من الكوم بالسيف تعتامها وقد امرني ان احملك على جمل فدونكة . فأخذه وركبه وذهبوا ی اغارت طبى على ابل للنعمان بن الحارث بن أبي شمر الجفني ويقال هو الحارث بن عمر ورجل من بني جفنة وقتلوا ابنا له . وكان الحارث اذا غضب حلف ليقتلن وليسبين الذراري . خلف ليقتلن من بني الغوث اهل بيت على دم واحد . فخرج يريد طيئا فاصاب من بني عدي ابن اخزم سبعين رجلا رأسهم وهم بن عمرو من رهط حاتم . وحاتم يومئذ بالحيرة عنـد النعمان فاصابتهم مقدمات خيله فلما قدم حاتم الجبلين جعلت المرأة تأتيه بالصبي من ولديها فتقول : يا حاتم أسر ابو هذا . فلم يلبث الا ليلة حتى سار الى النعمان ومعه ملحان بن