صفحة:كتاب الكواكب الثابتة للصوفي متبوعًا بأقوال مأثورة وعجائب الخلق للقزويني (مكتبة الكنغرس).pdf/21

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

فإنه يدل على معرفة تامة بالأخبار الواردة عن العرب في ذلك وأشعارها وأسجاعها فوق معرفة غيره ممن ألفوا الكتب في هذا الفن ولا أدري كيف كانت معرفتة بالكواكب على مذهب العرب عياناً فإنه يحكي عن ابن الأعرابي وابن كُناسة وغيرهما أشياء كثيرة من أمر الكواكب تدل على قلة معرفتهم بها وأن ابا حنيفة أيضاً لو عرف الكواكب لم يسند الخطأ إليهم ثم كل من عرف من الفرقتين إحدى الطريقتين لم يعرف الأخرى وألف في كتابه أشياء من غير الفن الذي أخذ فيه نادى بها على نفسه بالخطأ وخفة البضاعة فيه منهم أبو حنيفة فإنه ذكر في كتابه أن البروج الاثني عشر لم تسم بهذه الأسماء لأن نظم كواكبها مشاكل للصورة المسماة باسمها وأن الكواكب ينتقل عن أماكنها وأسماء البروج غير زائلة وإن زال نظم الكواكب ولم يعلم أن نظمها لا يزول ولا يتغير وكذلك أبعاد بعضها عن بعض وعروضها في الشمال والجنوب عن منطقة فلك البروج ولا تزيد ولا تنقص ولا يتغير عن جهاتها لأنها بأسرها يتحرك بحركتها الطبيعية حركة واحدة حول قطبي فلك البروج ولذلك سميت ثابتة وقدّر أبو حنيفة أنها سميت ثابتة على الأغلب من الأمر لأن حركاتها بطيئة بإضافتها إلى حركات الكواكب السريعة السير وهو لم يعرف هذه الأحوال لأنها تخفى إلا على من قد سلك طريقة المنجمين وارتاض بعلم الهيئة والأرصاد وقد كنت أظن بأبى حنيفة بأن له رياضة بعلم الهيئة والرصد فقد كنت في بالدِّينَوَرِ في خمس وثلاثين وثلاثمائة من سني الهجرة في صحبة الأستاذ الرئيس أبى الفضل