صفحة:كتاب الكواكب الثابتة للصوفي متبوعًا بأقوال مأثورة وعجائب الخلق للقزويني (مكتبة الكنغرس).pdf/22

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

محمد بن الحسين أطال الله بقاءه نازلاً في حجرته وحكى لي جماعة من المشايخ أنه كان يرصد الكواكب على سطح هذه الحجرة سنين كثيرة فلما ظهر تأليفه وتأملت ما أودعه كتابه علمت أن الذي كان يراعيه إنما كان طلب الظاهر المشهور من الكواكب وما كان يجده في كتب الأنواء من ذكر المنازل وما أشبهها والناس كلهم متفقون على أن لهذه الكواكب حركة إلى توالى البروج أما على رأى بطليموس ومن تقدمه ففي كل مائة سنة درجة وأما على رأى أصحاب الممتحن ومن رصد بعد بطليموس ففي كل ست وستين درجة فما تنكر أنه لما كانت مواضع هذه الصور التي على منطقة البروج منذ ثلاثة آلاف سنة في غير هذه الأقسام أن أساميها كانت بحسب ذلك وأن صورة الحمل كانت في القسم الثاني عشر وصورة الثور كانت في القسم الأول فكان يسمى القسم الأول من البروج الثور والثاني الجوزاء والثالث السرطان ولما جددوا الأرصاد في أيام طيموخارس وقبله ووجدوا صورة الحمل قد انتقلت إلى القسم الأول من الأقسام الاثني عشر الذي هو بعد نقطة التقاطع غيروا أساميها فسموا القسم الأول الحمل والثاني الثور والثالث التوأمين والرابع السرطان ولا يخالفنا أحد في أن هذه الصور تنتقل بحركاتها على مر الدهور عن أماكنها حتى يصير صورة الحمل في القسم السابع الذي للميزان وصورة الميزان في القسم الأول الذي للحمل وصورة السرطان في القسم العاشر الذي للجدي وصورة الجدي في القسم الرابع الذي للسرطان

فيسمى