صفحة:غابة الحق.pdf/93

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

منزلة القوة الدافعة بين الأجسام فيبعدهم عن بعضهم ويشتت شمل هيئتهم ويسلبهم راحة الحياة المحبوبة لهم بالظفرة الأصلية.

فلا يخطئ من يسمِّي المحبة إلهة الهيئة الاجتماعية بِناءً على ما يصدر عنها من المفاعيل الغريبة والتأثيرات العجيبة بين البشر، فلو أقيم لها وثن في هيكل الذهن لكان على شكل غادةٍ كلها جميلة وليس فيها معاب إذ تجمع من الصفات ما يتقرر في هذه الأبيات:

على وجهها نور الصلاح يلوحُ
ومن ثغرها عطر الفلاح يروحُ
وبرق الهدى من لحظها متألقٌ
ومبسمها بالطيبات يفوحُ
وفي خدها ورد المسرة ينجلي
لنا وبه قطر الهناء صريحُ
وقدٌّ لها يهتز عن طرب كذا
على غصنه طير السلام صدوحُ
رعى الله قلبًا فيه قد صاح صوتها
وقاتل قلبًا فيه ليس تصيحُ
هي الأصل في الأكوان فهي مثابة
لكل قلوب العالمين تريحُ
بها تحسن الدنيا بها تفضل الورى
بها كل شيء صالح ومليحُ
لدى وجهها تجثو القبائل كلها
وكل سجود لا يعاب صحيحُ
بها كافة الأجيال غنت وقد أتى
لها من جميع المنذرين مديحُ
هي الكوكب السيار في فلك الدُّنا
به السعد يغدو والنحوس تروحُ

فلا يسمح التمدن بالدخول تحت لوائه لأحد ما لم ينصب في هيكل قلبه تمثال المحبة مقدمًا بخور الأفكار الطيبة والعواطف الجيدة