صفحة:غابة الحق.pdf/90

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

طول الزمان تقلقلًا ووهنًا فيعود خطر هبوطه قريبًا، وخصوصًا في أيام الشتاء عندما يصبح عُرضة لصدم الرياح واندفاق الأمطار فإن سقوطه إذ ذاك يكون عظيمًا. ولما كان تعرض الناس إلى اقتبال هذا الخطر كثيرًا وجب على جميعهم تواصل التدقيق على حالة الأبنية من الداخل والخارج لكي يمنعوا بذلك أخطارًا عظيمة تنهددهم على ممر الدقائق ويدخلوا إلى منازلهم بسلام آمنين.

الدعامة الخامسة: المحبة

هو ذا رنين صوت الكون العالي يدوِّي في أعماق العالم العقلي ليستفز سكون الأرواح الفكرية إلى التطايُر بأجنحة التخيُّلات السرية على دوح الوجود العام، حيثما يمكنها اختطاف تصورات تدعو القوة الحاكمة إلى أن تحكم بأن الناموس الذي جعلته حكمة العناية ضابطًا لمجموع نظام الخليقة هو المحبة نفسها التي يختلف اسمها باختلاف موقعها. فها هي هذه المحبة قد صعدت على منبر ذلك النظام العظيم، وشرعت تنادي بصوت الغوامض هكذا: اسمعي أيتها السماء فأتكلم وأنصتي أيتها الأرض. أنا التي قد جمعت شمل الذرات الأولية فكانت أجرامًا تتلامع في قبة السماء، فلماذا دُعيتُ التصاقًا؟ أنا التي قد أوثقت هذه الأجرام برباط الانضمام فكانت أفلاكًا تدور حول بعضها، فلماذا سُمِّيتُ تجاذبًا؟ أنا التي قد ألفت بين العناصر المختلفة فكانت مملكات تزهو بمجد الارتباط، فلماذا لُقِّبْتُ تماسكًا؟ أنا التي قد فتحت في أجناس