صفحة:غابة الحق.pdf/60

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

على محلٍّ عالٍ وأنشأ يقول: هو ذا الغربا قد أحدقوا بنا فدونكم والطراد، الأعداء قد هاجمونا فعليكم بالجِلاد، أنتم الأسود وهم الكلاب، فوا عجبًا لكلب يقتحم الغاب! هيا إلى النزال هيا إلى القتال، أنزلوا بهم الحسام المسنون، وانظروا أي منقلب ينقلبون.

ولما فرغ الأمير من مقالِه برز رجل عليه سيما الفصاحة والحماسة ورفع صوته في وسط الجمع وجعل ينشد:

الحربية
فيقوا من الغفلات يا أهل الوطن
إن العدوَّ دنا وها نقع الفتن
حتامَ أنتم يا بزاةُ روابضٌ
هُبُّوا فقد حام الغراب على الدُّمَن
هجم العدوُّ وها الغبار وأنتمُ
من فا الغبار ستنسجون له كفن
لا تحجل الغربان في سعة الفلا
يومًا إذا نهض العقاب من الوكن
ناداكمُ الوطن الذي قد ضمكم
في حضنه وسقاكمُ لبن المنن
كروا على الأعداء كر الأسد يا
أسد الوفاء فهم ثعالبة الخون
فاصغوا لصوت أبٍ لكم يرجو الحمى
منكم فهيا طاردوا عنه المحن
أوَما ترون الدمع منه لأجلكم
يهمى فقوموا نشفوا دمع الوطن
لا يحسن الموت الزءُوم لدى امرئ
لكن فدى الأوطان موتكمُ حسن
فتقلدوا عِدَدَ السلاح وبددوا
جيش العِدى وخذوا أمامكم الزمن

فما فرغ من إنشاده الحربية حتى صارت أعين القوم تنثر شرر نيران الحَمِيَّة التي كانت تتوقد في القلوب؛ فأخذ جميع الرجال