صفحة:غابة الحق.pdf/28

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢٠

ثم قالت الملكة لقائد الجيش: اكتب رقعة إلى الفيلسوف واستعجله بالحضور إلى هنا. ففعل، فقالت له: أرسلها مع هذين العبدين. فدفع لهما الرقعة حالًا بعد أن أطلعهما على محلته في مدينة النور؛ فذهبا يذرعان الأرض، والقائد راح يتخطى في ناحية، وأخذ المظهر الملوكي يضرب في أغوار التفكرات. وما عدت أرى سوى هيبة السكوت المتعمق، ولا أسمع سوى هدير الماء المتدفق.

الفصل الثاني

الهواجس

وبينما كنت أجول في مراسح الأوهام العقلية، وأطوف في مسارح الخيالات الفكرية، إذ استلمحت شبحًا يتقارب من بُعد، وهو يخبُّ في بطن الغاب غائصًا في غمر الظلال المتكاثف، وما زال يعسف على قدم الإقدام حتى نفذ من تلك الغمرات المدلهمة، وظهر في مرسح الأحلام ظهور القمر من كبد الغمام.

وما برح يتردَّد قدومًا ويتحذر هجومًا حتى رأيته خرَّ لدى العرشين بأسلوبٍ ما به شين، وإذا هو رجل أحرز سمة الوقار، وعلى وجهه