صفحة:غابة الحق.pdf/27

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الذي يعصي السلطان أو الشريعة تكون نهايته الدمار والدثار، وأنه لا يمكن قط لأي ملة كانت أو أمة قهر الصولجان الملوكي، أو مجاوزة قوانين السياسة، وأنه واجب على كل إنسان أن يخضع خضوعًا مطلقًا لعظمة السلطان عالمًا أن الله قد جعله على الأرض قهرمان، وسلمه مقاليد الشريعة ذات الأمان.

فحينما أتم القارئ تلاوة الدُّرج طرحه على الأرض مرتعدًا بثوران الحمية وصرخ: «يا للمكيدة!» فتناوله وزير محبة السلام وتلاه بفم الضمير ثانية، بينما كانت الملكة مشرئبة والبهتة شاملة وجهها وصارخة: «يا للحيرة!» وبعد برهة صمتٍ تكفي تكرارًا لتلاوة السرية رفع الوزير عينيه بحياء إلى حضرة الملكة واضعًا الدرج جنبه برفق، وأخذ يستميل بلحظاته قلبها إلى إجابة أولئك المسجونين، ويحركها بظرافة تبسماته إلى الشفقة عليهم.

فانعطفت هذه السيدة إلى الجانب الملوكي ورمقته بأعينٍ رطَّبها الإشفاق، وقالت له بتبسم يطفح بأنوار الحنوِّ: دعهم يحضروا إلى المحاكمة عسى يفلحون.

– أخشى وقوع المكيدة.

– أنا أكفل ذلك والحكمة تعرف طريقها.

– ليكن لكِ حسب قولكِ.

فالتفتت الملكة إلى الوزير وقالت له: قم فاذهب بذاتك واستحضر المسجونين إلى هنا كي نحاكمهم. فنهض المومَا إليه للوقت وجاز مسرعًا،