صفحة:غابة الحق.pdf/26

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ورفعه منشور لدى العظمة الملوكية مطأمن الظهر منحل العزائم.

فألقت عليهما الملكة لمحة عينٍ، ثم أمرت قائد الجيش بحركة الإيماء أن يتناول الدرج ويتلوه عليًّا؛ فالتفت القائد وأشار إلى حامل هذا الدرج بالدنو، فدنا وألقى بين يديه الكتاب ونكص، فتلاه ذاك بصوت عالٍ، وإذا مكتوب به هكذا: إلى العظمة الملوكية إن تقادير النحس والتعاسة قد حركتنا — نحن معشر الأشقياء — إلى رفع الأسلحة إزاء وجه عظمتكم الملوكية بحيث لم نكترث بيدكم القوية وساعدكم الرفيع؛ وهو الأمر الذي جلب علينا من لدن ملوكانيتكم غضبًا لا يخفى وسخطًا لا يُطفى، فسقتم علينا جيوشكم الزاخرة، وصيرتمونا كالهباء الذي تذريه الريح عن وجه الأرض، فلبسنا اللعنة كالثوب؛ لأنه لم نعلم — لكثرة جهالتنا — أن كل سلطة هي من الله؛ ولذلك قد منعَنا رب الحكمة كل حركةٍ وأبقانا لديكم كعمود لوط، حاملين على عاتقنا رجسة الخراب، مسوَّدي الوجه مضطربين بين يدي الغضب الآتي.

فإذا كان لم يزل يوجد في قلوبكم نحونا ذرة رحمة فاقبلوا من عبيدكم إعلان الندم على ما فات، وأطلقونا من سجن الحماقة وأسر الجهالة. ونحن نعدكم وعدًا ثابتًا أننا نجري جميع أوامركم وقوانينكم في كافة ولاياتنا الصغيرة، ولا نعود لوضع أدنى خلل في نظام مملكتكم ذات الاتِّساع والعمار، عالِمِين أن سيف السلطان طويل، وأن