صفحة:غابة الحق.pdf/20

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

نظام فيلقنا الذي كان يحكي الثريا شملًا والجوزاء مسيرًا، وهكذا لم نزل هاجمين عليهم وهم ناكصون على أعقابهم حتى ظفرنا بالغلبة والانتصار، وتركنا أكثرهم بين قتيل وجريح، والبقية أدبروا وتحصَّنوا في معاقل الآراء السابق تصديقها.

أما الواقعة الثانية فكان وقوعها على هذه الكيفية، وهي أن أولئك الأعداء قد أرسلوا إلينا رسولًا حاملًا من طرف ملكهم رقعة بها يعدنا أنهم يتركون الأسلحة بشرط أن تنحي عنهم قليلًا عساكرنا، فوعدهم سعادة رفيقي هذا — وأشار إلى وزير محبة السلام — أن يجري شرطهم، وكتب لهم بذلك رقعة ودفعها للرسول فأخذها وذهب، وهكذا أتممنا الوعد.

ومذ شاهدوا تنحِّيَنا عن معاقلهم طمعوا بتغاضينا، وأخذوا يجمعون عساكر جديدة مجددي العزم، واندفعوا علينا ثانية كالوحوش الضارية تحت إدارة سبعة قوَّاد تسمى بالأرواح الشريرة، وكان حامل سنجقهم جنديًّا يقال له: «الخيانة».

فعندما رأينا تأهُّبهم للقتال وهجومهم علينا اغتيالًا ومفاجأة تحت لواء الخيانة هرعنا حالًا إلى أسلحتنا القاطعة وقابلناهم بأمواج كتائبنا المنتصرة، وأخذنا نصادمهم مصادمة بني أسد لبني كلب، وكنتُ أنا وهذا الوزير نخترق صفوف أجوقهم شاهرين سيف الهمة والمسعى، ونضرب يمينًا وشمالًا بكل عزائمنا لكي نشد قلوب الجنود المنقضَّة عليهم كالنسور، وكان دخاننا يبتلع دخانهم ورعود مدافعنا تُخرس مدافعهم، ولم نزل نجزر مدهم ونفلُّ حدهم حتى استظهرنا عليهم مليًّا وأوضحنا تقهقرهم جليًّا، ولم نرجع عنهم