صفحة:غابة الحق.pdf/140

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٣٢

كان الواجب أن يُحكم عليها كما حُكِم على أولئك القوم، وإن تُعامَل بالطرد المطلق نظير قائد الكذب.

لا عاش من للعهد خان خونَا
وبئس وغدٌ لا يصون صونَا
جرى أمامي الدهر فاتبعته
عسى أرى خلًّا فما وجدته
صحبت نذلًا يستدرُّ وُدِّي
وهو مولعٌ بنكثِ عهدي
قد كان يدعو نفسه رَبَّ الوَفَا
والآن في ذكري يهز الكتفا
أظهر لي الوُدَّ ليجني زهري
ومُذ تولاه لوى بالظهر
فصار قمحي عنده زوانَا
ودرري أضحت له أدرانَا
عن مثل ذا داود قد تنبَّا
قد أكلوا خبزي وداروا العقبَا
لا بارك الله لذي الخيانة
ولا رعى من لا له أمانة

الفصل الثامن

اليقظة

وإذ أتم الفيلسوف كلامه حنى رأسه لدى المنتصب الملوكي، ونزل من فوق الصخرة، وبينما كان السكوت يحكم في المرسح لمعت بارقة تخطف الأبصار وأعقبها رعد يزعزع أركان القلوب، فسقطت على الأرض ارتياعًا ودهشة. وبعد زوال هذه الوثبة الجوِّيَّة نهضت من سقطتي لأرى ماذا جرى، فغشَّى نواظري ضباب التحير، ولبثت عديم