صفحة:غابة الحق.pdf/135

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۱۳۷

حركة الأشغال بجذبك كل الأموال من أيدي الناس وتعود منفردًا بالسطوة والغنا بعد العمر الطويل.

فتبًا لهواجسك وبُعدًا لمقاصدك وسُحقًا لك، أما ترى كيف تخفق على البشر أجنحة الموت بينما يكونون غارقين في لجج مطامعهم وتأهباتهم، وراتعين في حدائق أفراحهم ومسراتهم؟ أما تعلم أن السارق قد يأتيك من حيث لا تعلم؟ أما يلوح في رأسك الممتلي من أفكار الثراء مساءً فكرٌ واحد بإمكان انحداره في حفرة الثرى صباحًا؟ ولماذا هذا البخل الكثير وذاك العناء الغزير؟ وَهَبْكَ ملكت خزائن الملوك وجمعت كل ثروة العالم، أليس مصيرك إلى الزوال والفناء وأنت حامل على ظهرك كل تلك الأحمال الثقال؟ وهل يمكنك أن تمد عمرك إلى أمد أطول مما تقتضيه الطبيعة؟ وهل يمكنك أن تمد عمرك إلى أمد أطول مما تقتضيه الطبيعة؟ وهل تستطيع أن تردع بقوة أموالك مسير المركبات إلى الانحلال؟ فسوف توجد راحتاك المنقبضتان على كل تلك الكنوز التي جمعتها بالوهم منبسطتين إشارة إلى خروجك من هذه الدنيا بلا شيء، وربما لا تُجزى ممن يَرِثك بسوى اللعنة ولو كان ابنَك الحبيب الذي به سُررت.

فلا يعتب العالم إذن إذا أثار عليك الفتن يا قائد البخل، وارتفعت أصواته ضدك وتبادرت قواته إلى الفتك بك؛ لأنك أنت العدو المبين له ولكل صوالحه، وأنت المُصِرُّ على هتك ستار هيئته واستعباد قلوب أبنائه بحشرك أهم أدوات مداره، ومع كل هذا فلا بأس من ترك ظفر لك في جسد التمدن لتكون مانعًا لهجوم التبذير الكثير