صفحة:غابة الحق.pdf/122

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

معك؟

– خطفوا معي أخي أيضًا؛ لأنني كنت أتمشى معه في البرية وإذا جماعة من المصريين دنوا منا وخطفونا وقتلوا والدتنا لأنها رغبت إنقاذنا.

فما عاد لي شك أن هذا العبد هو أخي ذاته، وصارت عيني مغرورقة بالدموع وقلبي خافقًا بأجنحة الأشواق والفرح، ولكنني اجتهدت في إظهار الجلَد لأستتم التأكيد؛ فسألته: وما اسم أخيك؟

– ياقوت، وهو أكبر مني.

فقبضتُ على يده وقلت له: اتبعني لأريك أخاك. فأخذته إلى حجرتي على انفراد وقلت له: أنا هو أخوك ياقوت. فتعانقنا وتباكينا ساعة حتى أطفأنا بماء الآماق نار الأشواق، ثم قصصت عليه جميع ما جرى لي من الأول إلى الآخر، وبعدما بلغته ذلك طلبت منه أن يروي عليَّ ما جرى له وكيفية وصوله إلى الآستانة، فقال: إن تاجر العبيد في القاهرة باعني إلى رجل إسكندراني، فذهب بي إلى الإسكندرية وجعل يستخدمني في بيته وأنا صغير لا أعرف شيئًا سوى اللعب مع الأولاد، ولما بلغت أشدي باعني لأحد الأتراك فأخذني هذا الرجل وسافر بي إلى إسلامبول، وأبقاني عنده مدة سنة ثم باعني إلى رجل من كبار هذه المدينة، وها أنا منذ سبع سنين عنده.

– وكيف معاملته لك؟

– بغاية الرقة واللطافة حسبما تقتضيه طبيعة أهالي الآستانة. ولكن مع ذلك أرغب جدًّا إعتاقي؛ لأن الفكر وحده بوجودي عبدًا أو بكوني أنا ومِلكُ يَدِي لسيدي، وبأن حياتي وموتي بين شفتيه أو يديه ومتى شاء باعني ومتى شاء