صفحة:غابة الحق.pdf/118

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الزوايا وصرت من جملة الخبايا.

وعندما انفطر كبد الغادية وأسفر البدر عن الأضواء لدى ساعة من هيجان الطبيعة، أطلقت أقدامي إلى تتميم الرسالة فلم أجد الرجل في بيته، فرجعت إلى سيدي وأخبرته بذلك فأزبد وأرغى واخرنطم وبرطم وحملق عينه الأتونية، وقال: لماذا تأخرت إلى هذا الوقت وتركتني أموت خوفًا؟

– لأن هبوط المطر أدركني في نصف الطريق لذهابي.

– ولماذا لم تعصِه كما تعصيني وترتد حالًا يا خبيث؟

– لأنه يكسر رأسي ويهشم عظامي، ومتى عصيتك يا مولاي؟ وكيف أرتد راجعًا بدون تتميم أمرك؟!

– إذنْ أنا لا أقدر على كسر رأسك وطحن عظامك أكثر من البرد، وهل جسدك الذي هو ملكي أفضل من إرادتي يا عبد السوء؟ ثم هجم إلى العصاء مكفهر الوجه والأعين وهو يردد هذا البيت البربري ماضغًا ألفاظه:

لا تشترِ العبد إلا والعصا معه إن العبيدَ لَأنجاسٌ مناكيدُ ووثب عليَّ كالوحش الضاري، وصار يضربني ضربًا عنيفًا حتى إنه مزق جلدي وكاد ينثر لحمي وهو يقول لي بصوت أبج: هربت من غضب الله فأبشر بغضبي. وأخيرًا قلت له: اتَّق الله يا ظالم، أي ذنب جرى مني يستحق هذا القصاص؟! فأجابني: أتعنفني يا أسود الوجه؟! اخسَ واخرس. ثم ذهب فأتى بِمَسَدٍ عازمًا على ربطي وتجديد