صفحة:غابة الحق.pdf/113

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

فقد تناثرت لحومه من مقارعك وخفقت قواه من أحمالك، أطلِق هذا العبد الغريب فقد أجمع على إطلاقه كل ممالك العالم، وها رائحة بارود أميريكا منتشرة إلى الآن في آفاق المسكونة مما أثاروا من الحروب على مستعبِدي البشر، أطلِق هذا العبد الغريب أو يطلق ذاته رغمًا عنك آخذًا الإسعاف من جميع الناس ومساعدًا من نفس الحكومة المدنية بعد أن يستعطيك أجرة المثل. أطلِق هذا العبد الغريب ولا تقل إن وجوده عندي خير له وماذا يعمل خارجًا؟ لأن الله يدبره، وحسبه امتلاك بغية الطبيعة. أو خذه مستأجرًا وارفع عنه ثقل سلطانك، أطلِقه أطلِقه فلا عاد يمكنك استئسار الإنسان، وسوف ترى أن نفس حضرة قيل مصر سيبرز أمرًا بإبطال اقتناص العبيد من أعماق أفريقيا، وسيلاشي هذه العادة المذمومة من بلاده حسبما يقتضي اجتهاده بتقديم التمدن وتمهيد سبل خطوره مقتديًا بولي نعمته جلالة السلطان العثماني الأعظم ذي الشوكة والاقتدار عبد العزيز خان، دام ملكه مدى الدوران.

وإذ كان الفيلسوف مسترسلًا كلامه هذا كان الجوق القائم ورائي يعوج ويموج بين الطرب والكرب ضاجًّا بأصوات السلب والإيجاب، فكان هذا يقول: نعم، إن العبودية لا تُحتمل ولا يوجد أصعب على الطبع البشري منها ولا أشنع من عادة اتخاذ العبيد. وذا يقول: لا، لا، ليس الأمر كذلك لأن الله خلق مولًى وخلق عبدًا؛ إذ جعل إناءً للكرامة وإناءً للإهانة، والكتاب نفسه قد أمر بطاعة العبد لمولاه