صفحة:غابة الحق.pdf/107

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

كبير الفم فاغره، ظاهر الشدق قصير القامة، وكان على صدره لوح مكتوب فيه: هذا قائد النميمة.

أما الشخص السابع: فقد كان رجلًا ذا أعين صغيرة التناسب، كروية الشكل، مضغوطة القزحية، متجاوزة حد البروز، وذا وجه متطاول مبطن ببشرة كثيفة مدلهمَّة، يعلوه أنف كالهرم المنبط ذو جناح منفرجة، وفمه كقطعة جلمود، على صدره لوح مكتوب فيه: هذا قائد الكذب والنفاق.

أما الرجل الثامن: فقد كان حامل بيرق الخيانة حسبما في لوحه مسطور.

وكلٌّ من هؤلاء الأشخاص كان مترديًا بزي خاص؛ فهذا سابح في ثياب عريضة، وذا محشور في ضيق الملبوس، وذاك عارج على الركبتين؛ فلم أشاهد شبهًا بين الواحد والآخر. ثم بعد هجعة من الوقت رأيت القائد مقبلًا وثمانية أشخاص يهرعون وراءه، ولم يزالوا حتى انتصبوا أمام العرشين وخروا ساجدين لدى العظمة الملوكية حيثما فصلوا بين المحفلين، وغب فترة ألقى الملك عينيه على القائد وقال له: أهؤلاء المعينون؟

– نعم (وحنا رأسه مع الجميع).

– دع كلًّا منهم ينتصب أمام ضده لأجل الشروع في المحاكمة.

فأوعز القائد إلى المعينين بما أمر الملك فذهب ووقف حيث الإشارة. وإذ أثبت نظري على هذا السرب الجديد رأيت كلًّا مكللًا بالغار واسمه مرسومًا على جبهته بأحرف نارية؛ فكان الأول يسمى العلم، والثاني الاتضاع، والثالث الرضا والقناعة، والرابع الكرم، والخامس الصفح، والسادس