صفحة:غابة الحق.pdf/103

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٩٥

بسلسلة حديد وزنجيين يجرانها من كل جهة، وجملة أشخاص لم أعلم شأنهم، ونظرت رجلًا يتقدم الجمع وهو يعجل بخطواته ويستعجل.

ثم رأيت هذا المتقدِّم قد انفرد عن الجمهور وسار يطلب جهة العرشين، وإذ وصل جثَا على ركبتيه خطفًا ثم نهض وحناها منه بوقار ويداه مضجعتان على جنبيه. فأمعنت النظر فيه وإذا هو وزير محبة السلام، وإذ رآه الملك قال له: هؤلاء جمهور المردة. فأمال الوزير رأسه وأجاب بصوت منتصر: نعم، حُلَّ وثاقهم واجعلهم أمامي صفًّا. فنكص الوزير إلى الوراء ثم التفت للزنجيين وأشار إليهما بحل الوثاق ففعلا، وبينما كان الصف يتركب والأشخاص اللاحقون يبعدون إلى الخلف انحدر القائد والفيلسوف وجلسا حذاء عرش الملكة.

الفصل السادس

قواد الشر

أما أنا فرأيت المحل الذي أشغله لم يعد مناسبًا لحق المعاينة والاستماع لكون أنظاري لا يعود أن يمكنها الإحاطة بجميع الأشباح، وآذاني صارت تعجز عن إيفاءِ حق السمع لما استجد من الضوضاء؛ فتركت هذا المحل وأطلقت خطوات التجسس حتى بلغت الجمهور