صفحة:عقلاء المجانين (1924) - النيسابوري.pdf/95

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
ولو كنت كقارون
ووالي رحبة الجند
رأوني راجح العقل
جميلاً حسن القد
وما ذاك على ح ٍق
ولكن هيبة النقد

فقلت أعندك مزيد على هذا ؟ فإن جئت بالثالثة اقررت لك بأنك شاعر. فأطرق ثم قال قم بنا إلى المنزل فقمنا معه فقال: 

رأيت الناس يرموني
بوسواس لأيامي
وما كنت أخا موق1
قديمًا قبل تهيامي
ولكني أرى ذاك
لإدقاعي وإعدامي
ولو كنت أخا ملٍكٍ
وإسراج وإلجام
إذا أكرمني الناس
ولم أُرم بالمام
وكانوا كل أوقات
يباهون باكرامي

قال فأدخلته منزلي وغذيته وقعدت أنا وقوم من أصحابنا ثم عاتبناه على ما صنع بنفسه ووبخناه بأنواع اللوم فأنشأ يقول: 

رأيت الناس أحيانًا
ليروموني بوسواس
ومن يضبط يا هذا
مقال الناس في الناس
فدع ما قاله الناس
وعجّّل صفوة الكاس
فإن الناس يفرون
بأمثالي وأجناسي
ولو كنت أخا ملٍكٍ
أتوني بين جلاسي
يقومون ويفدون
على الرجلين والراس !

ثم قال يا فتى هذه أربعة وقام قومه فقال لي أحد أصحابي لو جئنا بقينة قلت ومن يجيء بقينة بين يدي مجنون دعونا اليوم نلهو فقد حل علينا فقال: 


  1. المُوق الحمق في غباوة.