صفحة:عقلاء المجانين (1924) - النيسابوري.pdf/94

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

قال فضرب جعفر وجه دابته ومضى حياًءً من الناس. 

وله حكايات اكتفينا منها بهذا القدر. 

جعيفران1

قال محمد بن جعفر الدينوري لقيت جعيفران الموسوس وقد جاء إلى علي ابن إسماعيل الهاشمي المقلب بالظاهرية وكانت له هيئة فوقف بين يديه فقال أعطني درهمًا فرماه الغلمان ونحوه. فقال: 

قد زعم الناس ولم يكذبوا
إنك من غير بني هاشم

فقال علي بن إسماعيل فضحني والله وهم بقتله. ثم قال يا جعيفران ! ما تريد ؟ قال درهمًا صحيحًا، ورغيفًا حواري، وفالوذجًا، فجيء بها وقعد وأكله أجمع، وأخذ الدرهم وقال:

فكذب الل ّه أحاديهم
يا هاشمي الأصل من آدم

قال عبد الله بن عثمان أبطأ عند جعيفران يومًا. ثم عاد إلينا وهو عريان يشتد والصبيان يرمونه بالحجارة فسلم علي وقال يا عبد االله: 

رأيت الناس يدعوني
مجنونًا على حال
ولو كنت كقارون
وفرعون باقبال
وما ذا عليّ حق
ولكن هيبة المال

قلت أيحضرك شيء على غير هذه القافية في هذا المعنى حتى نعلم أنك شاعر فقال: 

رأيت الناس يدعوني
بمجنون على عمد
وما بي اليوم من حسن
ولا لبس ولا عقد

  1. جعيفران بن علي بن اصقر بن السري بن عبد الرحمن الانباري من اهل سامرا توفي سنة ٢٠٨هـ