صفحة:عقلاء المجانين (1924) - النيسابوري.pdf/83

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وسئل بهلول عن رجل مات وخلف ابناً وابنة وزوجة ولم يخلف من المال شيئاً كيف تكون القسمة، فقال للإبنة الثكل وللزوجة خراب البيت وما بقي من الهم فللعصبية! قال محمد بن خالد الواسطي أنشدني بهلول يقول:

دع الحرص على الدنيا
وفي العيش فلا تطمع
ولا تجمع من المال
فما تدري لمن تجمع
فإن الرزق مقسوم
وسوء الظن لا ينفع
فقير كل ذي حرص
غني كل من يقنع

عليان

قال عبد الملك بن أبجر لقيت عليان المجنون وكان اسمه عندي عليان فقلت له يا عليان فقال: لا إله إلا الله قل خيراً يا ابن أبجر ولد لأبي مولود قبلي فسماه محمداً ببركات رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ولدت فسماني علياً ببركات وصي رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن صغرني فقد صغر وصي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن طيبت به للتصغير بي فما طيبت بك يا ابن أبجر، فجعلت لا أسميه إلا علياً أو كنيته.

قال حفص بن غياث القاضي مررت في طاق السراجين فإذا عليان جالس، فلما جزته سمعته يقول من أراد سرور الدنيا وحزن الآخرة فليتمن ما هذا فيه فوالله لقد تمنيت لو كنت مت قبل أن ألي القضاء.

قال الحسن الكوفي قال رجل لعليان أجننت؟ قال أما عن الغفلة فنعم وأما عن المعرفة فلا، قال كيف حالك مع المولى؟ قال ما جفوته مذ عرفته، قال ومذ كم عرفته؟ قال مذ جعل اسمي في المجانين!