صفحة:عقلاء المجانين (1924) - النيسابوري.pdf/82

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

في أوكارها والسباع في وجارها والأشجار وثمارها يسبحون له في الغدو والآصال.

ولبهلول في الترقيق:

اضمر من اضمر حبي له
فيشتكي اضمار اصمار
رق فلو مرّت به ذرة
لخضبته بدم جاري

وله أيضاً في أرق منه:

اضمر أن يأخذ المراة لكي
ينظر تمثاله فأدناها
فجاء وهم الضمير منه إلى
وجنته في الهوى فأدماها

وله أيضاً:

شبهته قمراً إذ مر مبتسما
فكاد يجرحه التشبيه أو كلما
ومر في خاطري تقبيل وجنته
فسلبت فكري من عارضيه دما

قال محمد بن عبد الله بينا أنا في مسجد الكوفة يوم الجمعة والخطيب يخطب، إذ قام رجل به لمم وجنون فقال: أيها الناس إن رسول الله إليكم جميعاً، فقام بهلول فقال ﴿وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ ۖ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا.

قال علي بن خالد بت ليلة على سور طرسوس فمر بهلول فلكزني برجله ثم أنشأ يقول:

يا طالب الحور ألا تستحي
يحملك النوم على السور
وخاطب الحور طويل البكا
مقيد الأعضاء محصور
لا يطعم الغمض وما إن له
راحة جسم أو يرى الحور
في جنة زخرفها ذو العلى
ينعم فيها كل محبور

قال فانتبهت فزعاً ولم أنم بعد ذلك في الحرس.