صفحة:عقلاء المجانين (1924) - النيسابوري.pdf/68

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

إلي فقال ذا النون! قلت نعم، قال يا ذا النون بلغني أنك تقول فقل لي شيئا اسمع في أسباب المعرفة، فقلت أنت الذي يقتبس من علمك، فقال حق السائل الجواب ثم أنشأ يقول:

قلوب العارفين تحن حتى
تحل بقربه في كل راح
صفت في ود مولاها فما أن
لها من وده أبدا براح؟

قال موسى بن يحيى كان سعدون إذا اشتد به الجوع يرمي بطرفه إلى السماء ويقول:

أتتركني وقد آليت حلفا
بأنك لا تضيع من خلقتا
وأنك ضامن للرزق حتى
تؤدي ما ضمنت وما قسمتا
وإني واثق بك يا إلهي
ولكن القلوب كما علمتا

قال عيسى بن علي رأيت سعدون ذات يوم، والصبيان يؤذونه، فطردت عنه الصبيان فقال بعض الصبيان هو يزعم أنه يرى ربه، فقلت له أما تسمع ما يقول الصبيان، قال وما هو، قلت يقولون أنك ترى الله عز وجل، فقال يا أخي مذ عرفت الله ما فقدته، ثم أنشأ يقول:

زعم الناس أنني مجنون
كيف أسلو ولي فؤاد مصون
علق القلب بالبكا في الدياجي
وهو بالله مغرم محزون

قال وقرأت على فروة له:

نغص الموت ريحه كل طيب
ودهاني بفقد كل حبيب
ولكم أذ رأيت من حدث السن
غريرا كغصن بان رطيب
حسن بالموت فانثنى بانكسار
واضعا خده بذل عجيب
قائلا اخوتي سلام عليكم
آذنت شمس مدتي بالمغيب

قال مالك بن دينار كنت حاجا فغلبتني عيناي فرقدت عند الكعبة فوقف سعدون على رأسي، فقال: