صفحة:عقلاء المجانين (1924) - النيسابوري.pdf/69

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
يا أيها الراقد كم ترقد
قم يا حبيبي قد دنا الموعد
وخذ من الليل وساعاته
فازدد إذا ما سجد السجد

كتب سعدون المجنون إلى جعفر المتوكل: يا أخي، أما بعد، فإنك قد طمعت بالحياة ونسيت تراصف الأقدام وتطاير الصحف في الشمائل والإيمان، فاذكر حسراتك عند انكشاف الغطاء واقرأ فلا أنساب يومئذ بينهم ولا يتساءلون. عطية بن إسماعيل الموكل على زمام المأمون قال كتب سعدون إلى المأمون وقد بنى قصرا:

يا من بنى القصر في الدنيا وشيده
أسست قصرك حيث السيل والغرق
لو كنت تغني بذخر أنت ذاخره
أسسته حيث لا سوس ولا حرق
والموت مصطبح منكم ومغتبق
فاحتل لنفسك قبل الورد يا حمق
واذكر ثمودا وعادا أين أنفسهم
فلو بقي أحد من بعدهم لبقوا

ثم كتب عنوان الكتاب " لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ".

عطاء بن سعيد قال كتب سعدون إلى والينا وكان قد آذانا: أما بعد. يا هذا فإنك إن لم تستح من نفسك فاستحي من ربك لا يغرك بسطه عليك فإنه إن غاقصك أهلكك وهتكك ثم كتب عنوانه إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤلا.

عبد الله بن سهل قال كتب سعدون إلى بعض الخلفاء.

أما بعد فإن الله أخذ على السماوات والأرض والجبال عهدا فأودعه إياهن فأما السماوات فتناثر أنجمها وانطمس شمسها واضمحل قمرها وتراصدت أقدام سكانها وارتعدت أكنافها، وأما الأرض فانزوى أطرافها واكدودر ماؤها وتناثر أوراق شجرها وأغصانها وثمارها، وأما الجبال فتحلمد شوامخها وسالت أوديتها ارتعادا وانتقاضا من شدة الأمانة